تعد تجربة التنقل داخل المبنى من الجوانب المهمة التي تعكس جودة التصميم الهندسي واهتمامه بتلبية احتياجات جميع الأفراد. في عصرنا الحالي، لم يعد توفير الوصول الشامل خيارًا بل ضرورة، حيث يسهم في تحقيق مجتمع أكثر شمولية ومساواة. إن تحسين التنقل الأفقي والعمودي داخل المباني يضمن أن تكون جميع المساحات متاحة وسهلة الاستخدام، سواء للأشخاص ذوي اللإعاقة أو غيرهم.
في هذه المقالة، سنقدم إرشادات لتحسين تجربة التنقل داخل المباني، مع التركيز على معايير التصميم التي تضمن سهولة الحركة والوصول. سنتناول أفضل الممارسات لتصميم السلالم والمصاعد والمنحدرات والممرات، مما يسهم في خلق بيئات مبنية مريحة وآمنة للجميع.
قائمة المحتويات
التنقل الأفقي في المبنى
تمثل المداخل الرئيسة للمبنى ومناطق الاستقبال نقاط الالتماس الأولى للزائر؛ ولهذا فإن مراعاة التصميم المناسب الذي يلائم جميع فئات المستخدمين خطوة مهمة لنجاح باقي متطلبات الوصول الشامل للمرافق الأخرى.
تصميم المدخل الرئيس
معظم المباني تحتوي على عدة مداخل، إلا أن مدخلًا رئيسًا واحدًا ينبغي أن يُشار إليه بوضوح لجميع المستخدمين، ومثلما ذكرنا سابقًا فإنه ليتمكن الزائر من معرفة موقع باب المدخل الرئيس، يحتاج إلى العثور على المبنى، ومنطقة المدخل نفسها، ثم باب المدخل.
ولهذا نشير هنا إلى مجموعة من النقاط يجب مراعاتها في تصميم الأبواب الرئيسة:
- التوجيه للمدخل: استخدام المناظر الطبيعية والميزات المرئية أو اللمسية لتوجيه الزائر إلى مدخل المبنى، خاصة عند غياب معلومات كافية للمكفوفين وضعاف البصر.
- طريقة فتح الباب: توضيح ما إذا كان الباب يُفتح يدويًا أم آليًا أم مرتبطًا بتقنيات أمنية أو يتم التحكم فيه عن بُعد، بحيث تكون هذه المعلومات واضحة من تصميمه الخارجي.
- مفاتيح التحكم: ضمان أن مفاتيح التحكم في دخول الباب توفر إشارات مرئية ومسموعة ولمسية، وتكون موضوعة في بيئة صوتية مناسبة.
- سهولة فتح الباب: توفير أبواب آلية الفتح تسهل الدخول إلى المبنى، مما يفيد جميع المستخدمين، بما في ذلك ذوي الإعاقة والأطفال والأشخاص الذين يجرون عربات الأطفال أو يحملون أمتعة ثقيلة.
- مساحة كافية: لتصميم الأبواب بمساحة كافية لاستيعاب مستخدمي الكراسي المتحركة والعربات المزدوجة.
- تجنب استخدام الأبواب الدوارة: فقد تسبب ارتباك للمستخدمين دوار، وفي أي اتجاه يدور، خاصة عند الذين يعانون مصاعب في الحركة، ومستخدمي الكراسي المتحركة والمكفوفين وضعاف البصر، والذين يجرّون عربات أطفال، وكذلك الذين يرافقهم كلب مساعد، والذين بهم اضطرابات نفسية وخاصةً الذين يخافون من الأماكن الضيقة.
- رؤية الجهة المقابلة: توفير رؤية واضحة من خلال الأبواب بفتحات أو مساحات شفافة لمعرفة ما إذا كان هناك شخص آخر يقترب من الجهة المقابلة.
- إتاحة تسجيل الدخول للجميع: تصميم نقاط تسجيل الدخول لتكون قابلة للوصول للمستخدمين الواقفين والجالسين وبمختلف الأطوال.
- شاشات إلكترونية سهلة الوصول: يجب أن تكون سهلة الوصول والفهم، مع توفير أوضاع مثل الاستجابات الصوتية لمساعدة ذوي الإعاقات البصرية أو العقلية.
- مساعدة الموظفين: توفير مساعدة الموظفين دائمًا دون الحاجة لأن يطلبها الزائرون.
تصميم الأبواب الداخلية
ندرك أهمية وجود الأبواب بين الممرات الداخلية أو في الأماكن المغلقة في المبنى، إلا أنه لا بد من مراعاة بعض الجوانب التي تضمن قدرة المستخدم على تحديدها وتشغيلها، وأن تكون واسعة بما يكفي لتمرير الأشخاص منها على نحو مريح.
وبناءً عليه نضع هنا بعض الإرشادات المهمة في تصميم الأبواب:
- تمييز الأبواب عن محيطها: اجعل الأبواب واضحة وسهلة التمييز عن محيطها، خاصةً للأشخاص ضعاف البصر.
- سهولة الفهم: صمم الأبواب بحيث تكون مكوناتها سهلة الفهم، لتجنب الحاجة لطلب المساعدة.
- مساحة كافية: تأكد من وجود مساحة كافية حول الأبواب لتسهيل انعطاف الكراسي المتحركة الكبيرة.
- اتجاه فتح موحد: اجعل اتجاه فتح الأبواب متسقًا ونظاميًا ليسهل فهمه على المستخدمين.
- سهولة الفتح: صمم الأبواب بحيث يمكن فتحها بيد واحدة، سواء باليد اليمنى أو اليسرى، لتناسب مستخدمي الأطراف الواحدة والأشخاص الذين يحملون أشياء.
- أقفال مرئية: ضع أقفال الأبواب فوق مقابضها لتكون واضحة وسهلة الرؤية.
- الرؤية من خلال الباب: استخدم لوحات رؤية شفافة وكبيرة للسماح للمستخدمين برؤية ما هو على الجانب الآخر وزيادة الثقة والطمأنينة.
- حماية الأبواب: تأكد من أن طبقة الباب السفلى قوية لتحمل دفع الكراسي المتحركة، خاصة إذا كان الباب يحتوي على زجاج.
- سهولة دفع الأبواب: تأكد من أن الأبواب المزودة بأجهزة القفل الآلي يمكن دفعها بسهولة دون الحاجة لمجهود كبير.
- تجنب العتبات المرتفعة: تجنب تصميم عتبات مرتفعة أمام مدخل الباب لتسهيل حركة الكراسي المتحركة وتقليل العوائق للأشخاص ضعاف البصر.
- تقليل خطر حواف الأبواب: وفر طريقة لإغلاق الأبواب لتقليل خطر الحواف البارزة على الأشخاص ذوي الإعاقات البصرية.
- تركيب أنظمة القفل والاتصال: ضع أنظمة القفل الإلكتروني والاتصال بجانب الباب وليس عليه، وتأكد من سهولة استخدامها.
- بطاقات وشرائح التعرف الآلي: استخدم أنظمة تعتمد على التقارب بدلاً من التمرير لتناسب جميع المستخدمين.
- أنظمة الاتصال الداخلي: استخدم أنظمة اتصال مزودة بشاشات نصية أو مرئية للأشخاص ضعاف السمع أو الكلام، واتصال صوتي للمكفوفين.
الممرات والمساحات المفتوحة
مساحة الممرات والمداخل ومعايير تصميمها هي موضع الاحتواء الأول بين المبنى ومستخدميه، إذ يتفاوت الأفراد في قدرتهم على الحركة والتنقل بين الممرات وفقًا للطريقة ونوع الأدوات المساعدة على التنقل بداخل أروقة المبنى.
تختلف الكراسي المتحركة والدراجات الآلية والعربات المزدوجة اختلافًا كبيرًا في عرضها ومساحة دورانه؛ ولهذا ينبغي تحديد مساحة الممرات والأبواب وعرضها وما يتصل بها لاستيعاب أكبر عدد من المستخدمين المحتملين الذين يتحركون في كلا الاتجاهين وفي ذات الوقت دون عوائق.
ولهذا نستعرض هنا أبرز الجوانب التي يجب الانتباه لها:
- مساحة كافية للتنقل: احرص على أن تكون مساحة التنقل الأفقية والعمودية في الممرات كافية لحركة الأفراد بمختلف طرق تنقلهم وأشكال إعاقتهم، خاصة في أوقات الذروة. إذا كان عرض الممرات غير كافٍ، فاعمل على توفير أماكن مرور بعضها على مرأًى من بعض..
- تباين الألوان: ضع في اعتبارك حاجة ضعاف البصر إلى تباين في الألوان بين جدران الممرات، الأبواب، والأرضيات، وتجنب المواد والألوان اللامعة أو العاكسة.
- إشارات لمسية وسمعية: لتسهيل حركة المكفوفين بأمان، استخدم إشارات لمسية أو سمعية وتأكد من عدم وجود عوائق مادية أو نوافذ مفتوحة على طول المسار.
- درابزين وأماكن جلوس: في الممرات الطويلة، وفر درابزين على كلا الجانبين وأماكن جلوس على فترات منتظمة.
المنحدرات الأفقية
المنحدرات خيار مثالي للذين لا يريدون أو لا يستطيعون استخدام السلالم، ولا سيما إذا كان موقع المنحدر في مكان منطقي يمكن الوصول إليه بأقل جهد، وسهولة استخدام المنحدر يجعله أكثر ملاءمة لأكبر عدد من المستخدمين.
ولهذا نقدم هنا بعض الإرشادات المهمة في تصميم المنحدرات:
- سهولة الوصول للمنحدرات: تأكد من أن المستخدمين يمكنهم بسهولة الوصول إلى موقع المنحدر، مع تصميم مماثل لجميع المنحدرات داخل المبنى.
- موقع موحد: ضع المنحدرات والسلالم والمصاعد في مكان واحد قدر الإمكان لتوفير خيارات متنوعة للمستخدمين.
- إدراك وجود المنحدر: استخدم تشطيبات أرضية مختلفة لتشير إلى وجود المنحدر، مما يساعد ضعاف البصر على تحديد المسار الصحيح.
- تباين اللون وملمس الدرابزين: اجعل لون وملمس الدرابزين مختلفين عن الجدران المحيطة لتسهيل التعرف عليه.
- عرض كافٍ للمنحدر: تأكد من أن المنحدر واسع بما يكفي لحركة الأشخاص والأثاث أو الأدوات الكبيرة.
- تجنب المنحدرات المنحنية: تجنب تصميم المنحدرات المنحنية لتسهيل الحركة على مستخدمي الكراسي المتحركة.
- منحدرات بتدرج منخفض: اعتمد على منحدرات بتدرج منخفض لتسهيل الحركة. تجنب المنحدرات الشديدة أو الطويلة لتقليل المخاطر على مستخدمي الكراسي المتحركة.
- وجود الدرابزين: وفر درابزين على جانبي المنحدر بارتفاع مناسب للجميع، بما في ذلك الأطفال، مع فواصل عمودية لتثبيت حركة المستخدم.
- تجنب المخاطر الجانبية: تأكد من أن الأبواب والنوافذ لا تفتح على جانبي المنحدرات، وضع الطفايات بعيدًا عن مسار الحركة.
- الإضاءة الصناعية: زود المنحدر بإضاءة صناعية متساوية ومشرقة، مع مفاتيح سهلة الوصول في أعلى المنحدر وأسفله.
- تجنب الإضاءة الطبيعية المتباينة: اختر موقع المنحدر بحيث لا تتسبب الإضاءة الطبيعية في حدوث مستويات إضاءة متباينة بشدة.
الرافعات الآلية
تلجأ بعض المباني إلى استخدام الرافعات الآلية بديلًا عن المنحدرات؛ إذ تُعرف الرافعات الآلية أحيانًا بمصعد الكرسي الذي يعمل على سكة ثابتة لأعلى ولأسفل السلم، ويمكن طيه على الحائط عند عدم استخدامه.
ولهذا تنبغي مراعاة ما يلي:
- استخدام الرافعات الآلية: يجب تركيب الرافعات الآلية فقط في حالات استثنائية عند تعذر تركيب المنحدرات الدائمة.
- تعليمات الاستخدام: توفير تعليمات واضحة لاستخدام الرافعة الآلية العمودية أو المائلة، وضمان سهولة الوصول إليها.
- الوصول الآمن: تأكد من أن الوصول إلى منصة الرفع آمن وخالٍ من العوائق ودون الحاجة لمساعدة.
- مساحة أمان: ضمان وجود مساحة أمان كافية حول الأبواب القابلة للفتح ذاتيًّا في الرافعة.
- مساحة جهاز الرفع: عدم تجاوز مساحة جهاز الرفع على مساحة السلالم للحفاظ على سلامة مستخدمي المبنى.
- أدوات التحكم: استخدام وسائل بديلة للتحكم في الرافعة للذين لا يستطيعون الضغط المستمر على الأزرار.
- حواجز الأمان: تثبيت حواجز على جانبي الرافعة لضمان السلامة أثناء الاستخدام.
- طي الرافعة: عند طي الرافعة، تأكد من جمع أجزاء المنصة بعيدًا عن مسار التنقل وعدم وجود حواف مكشوفة.
- حواف آمنة: تصميم الرافعة بحيث تكون الحواف آمنة لتجنب احتكاك الملابس أو الإصابات.
- حالة الطوارئ: يجب أن تكون الرافعة قادرة على العودة إلى مستوى الهبوط في حال انقطاع التيار الكهربائي.
التنقل العمودي في المبنى
تصميم السلالم أو الدرج
السلالم من العناصر الأساسية للتنقل العمودي في المباني. يعتمد الوصول إلى المستويات المختلفة على تصميمها الجيد وفق معايير تلبي احتياجات جميع المستخدمين، من تحديد الموقع وسهولة الاستخدام إلى ضمان السلامة والوصول دون عقبات.
- تحديد موقع السلالم: يجب أن تكون السلالم في مكان بارز ومرئي من مدخل المبنى ومناطق انتظار المصعد، مع وضع إشارات توجيه واضحة.
- تجنب السلالم الحلزونية: السلالم الحلزونية واللولبية غير مناسبة للمباني العامة لأنها تشكل خطرًا وتصعب على بعض الأشخاص.
- تشطيبات أرضية مميزة: استخدم تشطيبات أرضية بصوت أو ملمس مميز لذوي الاحتياجات الخاصة، لتكون إشارات تحذيرية قبل بلوغ أول عتبة.
- تباين التشطيبات: تأكد من وجود تباين بين تشطيبات الهبوط والسلالم لتحديد بداية ونهاية المسار.
- ارتفاع الدرابزين: ضع الدرابزين على ارتفاعات مناسبة لجميع المستخدمين.
- مداسات طويلة: احرص على أن تكون المداسات طويلة لتسع قدم كاملة، وأن يكون مقاسها ثابتًا.
- درابزين سهل الاستخدام: تأكد من أن الدرابزين سهل الإمساك به وغير قابل للانزلاق، ومثبت على كلا الجانبين دون تغييرات مفاجئة في الارتفاع.
- تباين اللون والملمس: لضعاف البصر، يجب أن يكون هناك تباين بين لون وملمس الدرابزين وتشطيبات الجدران المحيطة.
- نهايات مميزة للدرابزين: صمم نهايات الدرابزين بطريقة تدل على الوصول إلى قمة السلم أو أسفله باستخدام إشارات ملموسة.
- تغييرات في الاتجاه: في السلالم الطويلة، اجعلها موزعة لعدة مستويات مع تغييرات آمنة في الاتجاه.
- خلو السلالم من العوائق: تأكد من أن السلالم خالية من العوائق الدائمة والمؤقتة لضمان سهولة الاستخدام.
- مفاتيح الإضاءة الكهربائية: ضع مفاتيح الإضاءة في مواقع يسهل معرفتها والوصول إليها في أعلى السلالم وأسفلها، مع سطوع متساوٍ وواضح للإضاءة.
- الإضاءة الطبيعية: استخدم الإضاءة الطبيعية بحذر لتجنب تباين السطوع الذي قد يشوش مسار الدرج لبعض ضعاف البصر.
السلالم والمسارات المتحركة
تعد السلالم أو الممرات المتحركة المستوية أو المائلة من الخيارات المثالية التي تستخدمها بعض المؤسسات التجارية أو العامة لتسهيل تنقل الأشخاص بين منطقتين مختلفتين؛ وذلك لتقليل الجهد ورفع الطاقة الاستيعابية لعدد الأشخاص الذين يمكن حملهم بين الطوابق المختلفة، إلا أنها في ذات الوقت تُسهم في مساعدة بعض الذين يعانون مصاعب في الحركة.
لهذا تجب مراعاة ما يلي قبل الشروع في بناء هذا النوع من السلالم:
طرق بديلة: ضع في الاعتبار توفير طرق بديلة للأشخاص الذين لا يستطيعون استخدام السلالم لأسباب نفسية أو صحية، سواء بتوفير مسارات بديلة أو استخدام عربات النقل الكهربائية.
إشارات تحديد الموقع: استخدم لافتات مناسبة لتحديد موقع السلالم المتحركة، مع الاهتمام باللافتات اللمسية والسمعية لمن يعانون من إعاقة بصرية.
تحديد بداية ونهاية المسار: يمكن زيادة إضاءة الأرضية لتحديد موقع بداية ونهاية المسار المتحرك، واستخدام تشطيبات مختلفة للأرضيات للمساعدة في تحديد الموقع.
إرشادات حول المدة والاتجاهات: ينبغي توفير معلومات عن المدة التي ستستغرقها الرحلة بين الوجهات، مع إرشادات حول أماكن الوقوف والسير.
اتجاه حركة المسار: يجب وضع علامات متناقضة على الدرابزين المتحرك لتحديد اتجاه حركة المسار.
مساحة كافية: تأكد من أن مساحة المسار المتحرك كافية لعدد المستخدمين وأدواتهم، مع الاهتمام بأن يكون مستوى الانحدار مريحًا ولا يتطلب بذل جهد كبير.
سرعة متزامنة مع الدرابزين: يجب أن تكون سرعة حركة الدرابزين متزامنة وسرعة أرضية المسار وأنه في متناول اليد ويمتد إلى نهاية المسار المتحرك.
تنبيهات قبل الوصول: يجب توفير تنبيهات واضحة ومتعددة الوسائط للمستخدمين قبيل نهاية المسار المتحرك لتجنب الاصطدام أو السقوط.
المصاعد الكهربائية
مثلما هي الحال في السلالم، فالمصاعد الكهربائية خيار مثالي للكثير من المستخدمين بمختلف حالاتهم وطبيعة إعاقتهم؛ ولهذا وجود المصاعد في موقع قريب سهل الوصول، مع سهولة الاستخدام، وبمعايير تصميم آمنة يشجع الأشخاص على استخدام المصعد باستمرار.
وعليه نذكر هنا بعض الجوانب المهمة في تصميم المصاعد:
الموقع والوصول
- الموقع المنطقي: يجب تصميم المصاعد في مواقع منطقية يسهل العثور عليها، ويُنصح بتوفيرها بالقرب من السلالم والمنحدرات لتوفير خيارات متعددة للمستخدمين.
- لافتات البدائل: في حال بعد المصاعد عن المرافق الأخرى، يجب وضع لافتات يمكن الوصول إليها لإبلاغ المستخدمين بالبدائل المتاحة.
- إشارات مضيئة: يسهل وجود إشارات مضيئة على المصعد توجيه المستخدمين نحوه.
- تحديد المكان لضعاف البصر: يمكن استخدام تشطيبات أرضية مختلفة تعين فاقدي البصر على بلوغ ردهة المصعد.
دخول المصعد
- مستوى الأرضية: تأكد من أن الدخول إلى المصعد يكون مساوياً لمستوى الأرضية لتجنب مخاطر العتبات المرتفعة أو الدرج.
- حجم عربة المصعد: يجب أن تكون عربة المصعد كبيرة بما يكفي لتلبية الاستخدام المتوقع، مما يضمن مساحة كافية للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، مثل مستخدمي الكراسي المتحركة أو أولئك الذين يحملون عربات أطفال وأمتعة.
- مقاعد ودعامات: ينبغي توفير مقعد مناسب للأشخاص الذين لا يمكنهم الوقوف لفترات طويلة، مع وجود درابزين على جميع جوانب المصعد لزيادة الأمان.
- الجدران الزجاجية: تجنب استخدام الجدران الزجاجية الشفافة في المصعد لتقليل التشتت والخوف من الارتفاعات العالية.
- المرايا: يجب تجنب المرايا ذات الارتفاع الكامل داخل عربة المصعد لأنها قد تتسبب في ارتباك المستخدمين وتجعلهم يسيرون باتجاه الحائط.
- إشارات الأبواب: عند تركيب أكثر من مصراع واحد للأبواب في المصعد، يجب استخدام إشارات بصرية وصوتية لإعلام المستخدمين بموقع الباب الذي سيفتح.
- مؤشرات الطوابق: ينبغي أن تكون مؤشرات الطوابق مرئية بوضوح في منطقة الانتظار وأيضاً داخل عربة المصعد.
- مدة فتح الأبواب: تأكد من أن مدة فتح باب المصعد كافية للسماح بدخول وخروج جميع الركاب، وخاصةً الأشخاص ذوي الإعاقات الحركية.
- تجنب العوائق: يجب تجنب وضع أي عوائق مادية أمام مسار دخول المصعد، مثل طفايات الحريق وصناديق القمامة، لضمان سهولة الوصول.
لوحة التحكم
- سهولة الوصول والراحة: يجب أن تكون لوحات التحكم في المصعد في متناول اليد ومريحة لجميع المستخدمين، مع وضوح في القراءة وسهولة في التشغيل والفهم.
- لوحات التحكم بالشاشة : لوحات التحكم التي تعمل بشاشة اللمس غير مناسبة لاستخدام المكفوفين أو ضعاف البصر، ولا ينبغي توفيرها بدون تزويدها بأنظمة قارئة صوتية للشاشة.
- موقع لوحة التحكم: يجب وضع لوحة التحكم في مكان يسهل رؤيته فور دخول المستخدمين إلى عربة المصعد. تجنب وضعها على جانبي باب المصعد لتفادي الحاجة إلى الاستدارة أو الرجوع للخلف لمستخدمي الكراسي المتحركة.
- قراءة المعلومات باللمس: يجب أن تكون المعلومات والأرقام على لوحة التحكم بارزة وسهلة القراءة باللمس، مع ضرورة كتابة الأرقام والمعلومات بلغة برايل على يسار أزرار التشغيل لتسهيل استخدامها من قبل المكفوفين.
- تباين الألوان: ينبغي أن يتباين لون لوحة التحكم مع جدران المصعد، كما يجب أن تتباين ألوان الأزرار والأرقام مع لوحة التحكم لضمان سهولة التمييز للمستخدمين ذوي الرؤية الضعيفة.
- تأكيد الضغط على الأزرار: يجب أن يتغير لون الأزرار أو يضيء الزر عند الضغط عليه لتأكيد اختيار المستخدم، مع وجود تأكيد صوتي مسموع لضمان علم المستخدم بأن اختياره قد تم تسجيله.
- إشارات الطوابق: يجب توفير إشارات بصرية واضحة مرئية من جميع الجهات داخل عربة المصعد لتوضيح مستوى الطابق أو الدور الذي يوجد فيه المصعد. يجب أيضًا توفير إشارات صوتية تُعلن رقم الطابق ومستواه عند الوصول أو عند فتح باب المصعد لضمان علم المكفوفين بموقعهم.
الإضاءة والطوارئ
- توزيع الإضاءة : وضع الأضواء في عربة المصعد بعناية لتوفير توزيع متساوٍ للضوء وتجنب الوهج العالي أو الظلال المربكة. باستخدام الأضواء العلوية التي تنشر الضوء بالتساوي في جميع أنحاء عربة المصعد.
- تجنب الإضاءة المباشرة على لوحة التحكم: ينبغي تجنب تثبيت الأضواء على الجدار خلف لوحة التحكم أو على جانبها، لأن ذلك يمكن أن يسبب انعكاسات مزعجة تجعل من الصعب قراءة الأزرار والمعلومات على لوحة التحكم.
- معايير الأمان والطوارئ: يجب أن يكون تصميم المصعد متوافقًا مع المعايير المحلية والدولية لضمان قدرة فرق الطوارئ على الوصول إلى ركاب عربة المصعد في حالة انقطاع الطاقة أو التوقف المفاجئ بسبب خلل فني.
- تحديد موقع المصعد: ينبغي أن تعرف محطات المراقبة موقع المصعد دون الحاجة إلى سؤال الركاب العالقين بداخله، ويوصى بوجود مصعد جانبي مخصص لحالات الإخلاء للتخفيف من معاناة الركاب في حالات الطوارئ.
- زر الاتصال بالطوارئ: يجب أن يكون زر الاتصال بالطوارئ لونه أصفر وبرسم توضيحي على شكل جرس. ينبغي أن يضيء الزر في أثناء الضغط عليه ويطلق إشارة مسموعة إضافية لتأكيد تشغيل الإنذار.
- هاتف الطوارئ: يجب أن يمكِّن هاتف الطوارئ المستخدم من التحكم في مستوى الصوت، مما يسهل استخدامه للأشخاص الذين يعانون من مشكلات في السمع.
- دليل مكتوب للطوارئ: عند طلب المساعدة داخل المصعد، قد لا يتمكن المستخدمون المصابون بمشكلات في السمع من سماع ردود محطة المراقبة. لذا، يجب توفير دليل مكتوب داخل المصعد يوضح كيفية استخدام نظام اتصالات الطوارئ، مما يسهم في التقليل من المشكلات الناتجة عن طريقة التواصل والإخلاء.
- استخدام المواد المناسبة: ينبغي تجنب استخدام المواد التي قد يكون للمستخدم حساسية منها (مثل النيكل، الكروم، الكوبَلت، المطاط الطبيعي أو الصناعي) داخل المصعد، لتفادي حدوث مشاكل في التنفس أو تفاعلات تحسسية عند بعض الأشخاص.
في نهاية المطاف، ندرك أن تحسين تجربة التنقل داخل المباني ليس مجرد واجب قانوني أو أخلاقي، بل هو خطوة أساسية نحو خلق بيئات شاملة تضمن لجميع الأشخاص ومن ضمنهم ذوي الإعاقة الفرصة للمشاركة الكاملة والاستفادة من المرافق والخدمات المتاحة بسهولة ويسر. من خلال اتباع الإرشادات السابقة وتصميم المرافق بطريقة تراعي احتياجات الجميع، يمكننا خلق بيئات أكثر إنسانية وعدالة.
إن الاستثمار في الوصول الشامل هو استثمار في مستقبل يسوده التفاعل والتضامن، حيث يكون العالم مكانًا يعيش فيه الجميع ويتمتعون بالمشاركة الكاملة. لذا، دعونا نستمر في العمل معًا نحو تحقيق هذا الهدف، وجعل عالمنا مكانًا أكثر شمولية وتضامنًا للجميع.