تعد متطلبات الأمان والصيانة للمباني أمرًا في غاية الأهمية لضمان سلامة جميع المستخدمين، بما في ذلك ذوي الاحتياجات الخاصة. مع تقدم التكنولوجيا وتطور مفهوم الوصول الشامل، أصبح من الضروري أن تكون المباني مصممة ومجهزة بطريقة تلبي احتياجات الجميع، دون تمييز من أجل استمرار نفع جميع المرافق على المدى البعيد.
هذا المقال يسلط الضوء على أهمية شروط الأمان والصيانة للمباني وكيفية تحقيق معايير الوصول الشامل لذوي الاحتياجات الخاصة.
قائمة المحتويات
تصميم المباني وضمان إخلاء آمن في حالة الطوارئ
تزداد أهمية اتباع معايير الأمان لذوي الاحتياجات الخاصة في المباني العامة أو الخاصة كلما ازداد ارتفاعها ففي دراسة أجريت على عشرة مبانٍ شاهقة في سريلانكا كشفت نتائجها أنه على أن كارثة الحريق هي مشكلة رئيسة يجب وضعها في الحسبان، فإنه توجد فجوة في المتطلبات القانونية المتعلقة بالإخلاء في أثناء الحرائق ولا سيما للذين لهم قدرات محدودة في الاستجابة والتنقل بالنسبة إلى المعايير العالمية. علاوة على ذلك وجدت الدراسة أن المباني الشاهقة التي توفر خدمات المستشفيات والفنادق تعطى أهمية أكبر في هذه المعايير بالنسبة إلى مباني المكاتب والشقق والمجمعات التجارية (Egodage, N., Abdeen, F. N., & Sridarran, P. , 2020).
يجب أن يتم تصميم المباني والبيئة المحيطة بها بحيث تتيح للجميع، بما في ذلك ذوي الاحتياجات الخاصة، إمكانية الإخلاء والوصول إلى مكان آمن في حالة الطوارئ.
لتحقيق ذلك، يجب مراعاة النقاط التالية:
- تحديد مواقع الاتصال في الطوارئ: يجب تحديد مواقع الاتصال وأماكن التجمع بشكل واضح للجميع لضمان سرعة الإخلاء.
- الاعتبارات الخاصة بالتنبيهات: ينبغي توفير تنبيهات مرئية وإنذارات سمعية في جميع أجزاء المبنى، بما في ذلك الحمامات، لضمان تنبيه الجميع.
- استخدام الوسائد المهتزة: تسمح هذه الوسائد لمن يعانون من صعوبات سمعية بالاستيقاظ في حالات الطوارئ من خلال الاهتزاز.
- وضوح طرق الهروب: يجب أن تكون طرق الهروب واضحة ومفهومة للجميع، حتى لأولئك الذين قد لا يتمكنون من رؤية اللافتات أو فهمها بسهولة.
- إمكانية الوصول للمخارج: يجب أن تكون الأبواب والمخارج خالية من الدرجات، حيث يواجه مستخدمو الكراسي المتحركة صعوبة في التنقل عبر السلالم والعقبات غير المتوقعة.
- تجنب السلالم المتحركة كخيار للهروب: من الضروري عدم استخدام السلالم المتحركة كجزء من خيارات الهروب في حالات الطوارئ، نظرًا لعدم ملاءمتها لذوي الإعاقة الحركية.
- الابتكار في وسائل الهروب: تعتمد بعض الطرق الحديثة للهروب على تقنيات مبتكرة، مثل المصاعد الخارجية المتصلة بممرات خارجية لكل طابق، أو تقنيات تتحرك ميكانيكيًا من الواجهة للهروب من النوافذ بأمان.واختراع آخر في الصين بتصميم آمن لمزلجة تعين المسنين على الهرب السريع.
أهمية الصيانة الدورية والتحديثات
الصيانة الدورية تعتبر عنصرًا أساسيًا لضمان استمرار وظائف المباني وكفاءتها في خدمة جميع المستخدمين. إذا أهملت الصيانة، قد تتحول المعدات والأنظمة التي صممت لتسهيل حياة ذوي الاحتياجات الخاصة إلى مصدر خطر.
من الضروري أن يتمتع المسؤولون عن المبنى بالمعلومات الصحيحة للتخطيط وإجراء أعمال الصيانة والتجديد والتعديل بفعالية.
لتحقيق هذا الهدف، يجب مراعاة النقاط التالية:
- توفير بيانات حديثة: يجب أن يكون لدى المسؤولين بيانات دقيقة ومحدثة تساعدهم في التخطيط لأعمال الصيانة والتجديد بفعالية.
- الصيانة المنتظمة: عدم صيانة الميزات والتركيبات المخصصة لاستخدام ذوي الاحتياجات الخاصة بانتظام يمكن أن يؤدي إلى إزعاج المستخدمين أو خلق مخاطر محتملة.
- التأثيرات المحتملة للتعديلات: التغييرات والتعديلات في المبنى قد تؤثر بشكل كبير على مستخدميه، خصوصًا إذا تم التعديل على المعالم والبيئات المألوفة لديهم.
- استشارة المستخدمين: من الضروري استشارة مستخدمي البناء، خصوصًا ذوي الاحتياجات الخاصة، لضمان بقاء المبنى سهل الوصول والاستخدام.
- إرشادات للتفتيش والصيانة: يجب تضمين إرشادات واضحة لمدير المبنى بشأن التفتيش المنتظم للبيئة المبنية وصيانتها في دليل التشغيل والصيانة.
- تلقي التعليقات من المستخدمين: من الضروري تلقي ومراجعة تعليقات المستخدمين لضمان أن إمكانية الوصول، وسهولة الاستخدام، وسلامة المبنى، لا تتعرض للخطر.
التكنولوجيا ودورها في تعزيز الأمان
تقدم التكنولوجيا الحديثة أدوات فعالة لتحسين مستوى الأمان في المباني لذوي الاحتياجات الخاصة. قد يكون للتقنيات الحاسوبية أثر مهم في تكوين معلومات البناء الديناميكي بتقديم النمذجة القادرة على توقع محاكاة سلوك المستخدمين ومستوى تفاعلهم مع البناء.
بهذه التقنيات يمكن تسهيل تصميم البيئة المعمارية للتصدي لأحداث الطوارئ، وذلك بالتخطيط وتوقع الضرر المحتمل، وتدريب المستفيدين، وزيادة الوعي العام. وذوو الاحتياجات الخاصة هم من المستفيدين الذين يمكن بهذه التقنيات توقع قدرتهم على الاستجابة للإخلاء استجابةً أسرع (Sagun, A., Bouchlaghem, D., & Anumba, C. J., 2011).
- التخطيط المبني على البيانات: استخدام التكنولوجيا لتحديد النقاط الحرجة في تصميم المبنى حيث يمكن أن تواجه ذوي الاحتياجات الخاصة صعوبات في الوصول أو الإخلاء، والعمل على تحسين هذه النقاط.
- أنظمة إرشاد ذكية: تقنيات مثل الإضاءة الذكية والإشارات الرقمية يمكن أن ترشد الأشخاص بشكل أفضل أثناء الطوارئ، مما يسهل عليهم الوصول إلى مخارج الطوارئ بسرعة.
- تحسين التواصل في حالات الطوارئ: تتيح التطبيقات والأنظمة المدمجة في المباني الذكية التواصل الفوري مع خدمات الطوارئ، مما يقلل من زمن الاستجابة ويسهم في حماية الأرواح.
في الختام، إن تحقيق متطلبات الأمان والصيانة للمباني وفقًا لمعايير الوصول الشامل ليس مجرد التزام قانوني، بل هو واجب أخلاقي يضمن العدالة والمساواة للجميع.
من خلال تبني تقنيات حديثة، وتطبيق معايير صيانة صارمة، وتحقيق الوصول الشامل، يمكن للمباني أن تصبح أماكن آمنة ومرحبة للجميع، يسهل الوصول إليها والتفاعل معها، مما يعزز من جودة الحياة و يضمن استدامة المرافق وسلامة المستخدمين على المدى الطويل.فالاستثمار في هذه الجوانب لا يقتصر على تحسين مستوى الأمان وضمان استدامة المباني فحسب، بل يعزز أيضاً من القيمة السوقية للممتلكات ويدعم التزام المجتمع بالمعايير الشاملة.