التقويم للاختبارات للطلبة ذوي الإعاقة

التقويم للاختبارات للطلبة ذوي الإعاقة

لا تختلف طرق التقويم للاختبارات للطلبة ذوي الإعاقة عن بقية الطلبة، إلا أن كل نوع من الإعاقات يتطلب مراعاة جوانب عدة، ففي دراسة عن المصاعب التي تواجه دمج ذوي الإعاقة الحركية في التعليم النظامي بمرحلة الأساسي بولاية جنوب دارفور (محمد، وآخرون، 2020) 

توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج أهمها:

  • المعوّقون حركيًّا يرون مشكلة كبيرة جدًّا في عدم ملاءمة الامتحانات المدرسية بما يناسب قدراتهم من حيث الوقت والكم والمضمون.
  • نقصِ الأدوات والمعدات والأجهزة المساعدة وقصور المدرسة في توفير اللقاءات الإشرافية النوعية المخصصة.
 

  ويتبين من هذه الدراسة أهمية تصميم الاختبارات بطرق تلائم قدرات الطلبة ذوي الإعاقة وغيرها من الفئات التي يمكن دمجها باتباع تصاميم شاملة تستوعب الجميع. 

إرشادات عند تصميم اختبارات للطلبة ذوي الإعاقة

  • معظم حالات ذوي الإعاقة تتطلب تصميمًا مناسبًا لطريقة وضع أسئلة الاختبار وترتيبها.
  • بعض الحالات – كالإعاقات التي تنتج بطئًا شديدًا في قدرة الطالب على الحركة كاستخدام اليد أو الكلام- تتطلب مراعاة خاصة في كمية المادة العلمية المحددة لهم في الاختبار.
  • في بعض حالات الإعاقة البدنية المرتبطة بمشكلات في الجهاز العصبي، التي ينتج عنها بطء شديد أو فرط في الحركة، أو الحالات التي تعاني مشكلاتٍ في الأطراف العليا، كالتشنجات العضلية أو ضمور في اليد أو الأصابع، يُقترح فيها التقليل من الأسئلة التي تتطلب الإجابة عنها في أسطر عديدة، والاستبدال بها أسئلةً موضوعية مباشرة ذات إجابة قصيرة، كأسئلة صح أو خطأ، وأكمل الفراغ، والتعليل وما إليها.
  • يؤدي الطالب امتحاناته مع زملائه في القاعة الدراسية، وعلى المعلم أو المحاضر تهيئة الاختبار وفقًا للإرشادات الموضحة هنا.
  • إن لم تتوافر الإمكانات اللازمة للمحاضر؛ كي يختبر الطالب مع زملائه في القاعة الدراسية، يجب حينئذ إعلام الجهة المختصة بشؤون الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة لتوجيه المعلم أو المحاضر عن الإجراءات المتبعة للقيام بذلك.
  • يعتمد الطلبة المكفوفون على استخدام برامج قارئات الشاشة الحاسوبية، وهي نظام صوتي يساعد الطالب الكفيف على استخدام معظم تطبيقات الحاسوب دون الحاجة إلى مساعدة الأشخاص؛ إذ يقرأ النظام الصوتي جميع النصوص الظاهرة على الشاشة، ولا يستطيع هذا النظام إلا معالجة النصوص؛ ولهذا ينبغي أن يكون الاختبار بصيغة مقروءة مثل برنامج Microsoft Word.
يسع معظم الطلبة  ذوي الاحتياجات الخاصة البدنية أو السمعية الكتابة على ورقة الاختبار دون الحاجة إلى تحويلها إلى صيغة مختلفة، وغالبًا لا تتطلب إعاقتهم تصميمًا محددًا لأسئلة الاختبارات، مع مراعاة الحد الأدنى من المتطلبات الأساسية لضمان قدرة الطالب على أداء الاختبار باستقلالية.
  • إن عجز بعض الطلبة عن استخدام أيديهم استخدامًا طبيعيًّا قد يؤثر أيضًا في قدرتهم على الكتابة بخط واضح؛ لهذا قد يكون استخدام التقنيات المساعدة، كالطباعة بالحاسوب المحمول حلًّا مناسبًا لهذه المشكلة.
  • يفضل الطلبة ذوو الإعاقة البدنية أو السمعية أن تكون الفراغات المخصصة للإجابة في ورقة الأسئلة نفسها؛ إذ إن وجود ورقة أخرى للإجابة قد يعوق قدرة الطالب على نقل الإجابة نقلًا ميسرًا.
  • يفضل الطلبة  ذوو الإعاقة السمعية استخدام الأسئلة ذات الإجابة القصيرة، وأسئلة الاختيار من بديلين أو عدة بدائل، وينبغي تجنب الأسئلة ذات الإجابة الطويلة، كالأسئلة المقالية أو التعبيرية، فهي تشوّش من تركيز الطالب.
  • يفضل الطلبة ذوو الإعاقة السمعية استخدام أسئلة المزاوجة بين عمودين والأسئلة ذات الطبيعة البصرية، التي تتطلب معالجة الصور والأشكال أكثر من النص.
  • ينبغي تجنب أسئلة الاستماع لطلبة الإعاقة السمعية، التي يُطلب فيها من الطالب اختيار الإجابة الصحيحة بالإصغاء إلى مادة صوتية فلا يمكنه التفاعل معها، ويقترح استبدال نص مكتوب بها.
  • في بعض الحالات المرضية يجب التيقن من قدرة الطالب على إجراء الاختبار بداخل القاعة الدراسية، فبعض الحالات تستدعي عزل الطالب في قاعة منفصلة، ولا سيما إذا كان به اضطرابات عصبية تزداد مع حدة التركيز.
  • تتطلب بعض الحالات المرضية وقتًا إضافيًّا في أثناء أداء الاختبار؛ لهذا ينبغي الحرص على كفاية الوقت المخصص للإجابة.
  • ينبغي السماح للطالب بتناول أدويته في أثناء الاختبار إن كان ذلك من برنامجه العلاجي.

نصائح لمراقب الاختبار

غالبًا ما ينصح بإجراء الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة لامتحاناتهم في القاعة الدراسية مع زملائهم من الطلبة، لكن في حالات أخرى، قد يتقرر إجراء الاختبار في مكان مستقل، وذلك بالاستعانة بشخص آخر يساعد الطالب على كتابة إجاباته، أو أن يكون مراقبًا عليه في أثناء إجرائه للاختبار؛ ولهذا نضع هنا مجموعة من الإرشادات الأساسية التي ينبغي مراعاتها:

  • يقدم الاختبار للطالب بطريقة تناسب طبيعة إعاقته، وبالطريقة الموصوفة في آلية تصميم الاختبارات المذكورة آنفًا.
  • يلتزم المراقب أو الكاتب المساعد للطالب قراءةَ جميع أسئلة الاختبار، وكذلك الملحوظات الواردة فيه مرةً واحدة على الأقل في بداية الوقت المخصص للامتحان، ومتى ما طلب منه الطالب ذلك.
  • يجب أن يضمن الكاتب أو المراقب تهيئة مكان أداء الاختبار، فيكون هادئًا، بعيدًا عن التشويش، مع ضمان وجود تهوية وإضاءة تناسب وضع الطالب.
  • لا يحق للطالب استخدام أي تقنية أو أداة مساعدة لأداء الاختبار إلا بتوجيه من المعلم أو المحاضر، وبالتنسيق مع الجهة المعنية بشؤون الطلبة ذوي الإعاقة.
  • يلتزم الكاتب أو المراقب بعدم إضافة أي كلمة أو عبارة لم تكن في إجابة الطالب، وعدم تجاهل أو حذف أي كلمة أو عبارة ذكرها الطالب في أثناء إجابته.
  • عدم التلميح أو الإشارة للطالب بطريقة مباشرة أو غير مباشرة عن إجابة السؤال.
  • إنْ طرأ أي سؤال مبهم، أو بحاجة إلى توضيح؛ يجب التواصل مباشرة مع المعلم أو المحاضر أو الموظف المعني بمتابعة اختبارات الطلبة.
  • يلتزم الكاتب أو المراقب مدةَ الوقت المخصص للإجابة، ولا يدفع الطالب إلى الإجابة بسرعة للانتهاء مبكرًا من الاختبار.
  • يسع الطالب الحصول على وقت إضافي للإجابة عن أسئلة الاختبار، بعد موافقة المعلم أو المحاضر، أو باستشارة الجهة المسؤولة عن ذلك.
  • يجب على الكاتب أو المراقب الحرص على عدم ترك الطالب لسؤال دون إجابة، وإلا فيجب تنبيه الطالب على الأسئلة التي لم يضع إجاباتها قبل انتهاء موعد الاختبار.
  • يلتزم الكاتب أو المراقب بعدم الاشتغال عن الطالب بأي شيء كان، من استخدام الأجهزة الخاصة كالهاتف الخلوي، أو الحديث مع شخص آخر، وغيرها.
  • إن وُجدت أي ملحوظات عن أداء الطالب للامتحان، مثل محاولة الغش بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، ينبغي اتباع القواعد المنصوص عليها في المؤسسة التعليمية.
  • بعد الانتهاء من الاختبار، توضع إجابة الطالب في ظرف مغلق مع ورقة الأسئلة، وتسلَّم إلى الموظف المعني بمتابعة اختبارات الطلبة، أو تسلم إلى المعلم أو المحاضر.
  • بعد تسليم إجابة الاختبار، لا يحق للطالب إضافة شيء أو تعديله مما ورد في إجابته.
  • يسع الموظف المعني بمتابعة اختبارات الطلبة إعادة تنسيق إجابة الطالب دون إضافة، أو حذف شيء مما ورد في الإجابة؛ وذلك لتسهيل تصحيح ورقة الإجابة.

في الختام, يتضح لنا أن تصميم اختبار مناسب لذوي الإعاقة ليس بالأمر السهل فهو يتطلب جهود عظيمة وفهم ودراسة عميقة لمتطلبات ذوي الإعاقة, يجب على المعلمين أن يأخذوا في الاعتبار التحديات والصعوبات التي قد يواجهها ذوي الإعاقة وأن يسعوا جاهدين لتصميم اختبار عادل وشامل يناسب جميع الطلاب. كما يجب عليهم توفير بيئة اختبار ملائمة تتضمن الوسائل والتقنيات المساعدة التي تسهم في تحسين قدرة الطلاب على أداء الاختبار؛ مما يؤدي إلى تحسين نتائجهم الأكاديمية وتحفيز رغبتهم في التعلم.

نفاذ بلا عوائق
"إستراتيجيات بناء منظومة الوصول الشامل "
كتاب رائد يقدم نظرة شاملة في إستراتيجيات بناء منظومة الوصول الشامل وأساليبه، قاصدًا البيئة التعليمية والمعمارية والرقمية.
متوفر الآن
Picture of Amira Shokry

Amira Shokry

One Response

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شارك المقال

إقرأ أيضا