تصميم المباني وفقا لمعايير الوصول الشامل والتخطيط الداخلي لها يلعبان دوراً محورياً في خلق بيئة ملائمة تلبي احتياجات وتطلعات المستخدمين. يتجاوز هذا المجال مجرد الشكل الجمالي ليشمل الوظائف العملية والكفاءة والراحة. من خلال دمج معايير الوصول الشامل لتصميم المباني، يصبح من الممكن توفير بيئة مرنة وآمنة وسهلة الاستخدام للجميع، بما في ذلك الأشخاص ذوي الإعاقة.
في هذا المقال، سنستعرض بعض الإرشادات التي يجب مراعاتها عند تصميم المباني والتي تضمن الوصول الشامل لجميع الأفراد.
قائمة المحتويات
يحتاج مستخدمو البناء إلى معرفة أين هم، وإلى أين يتجهون، والطريق الذي يجب أن يسلكوه للوصول إلى مبتغاهم، وبعد ذلك بحاجة إلى التحرك بمرونة في البيئة المادية للوصول إلى وجهتهم؛ ولهذا ينبغي أن يكون التنقل الداخلي الأفقي والعمودي بداخل المبنى منطقيًّا ومفهومًا وآمنًا وسهل الاستخدام للجميع.
لهذا نقترح مراعاة ما يلي عند التصميم والتخطيط للمبنى:
تصميم واجهة المبنى
من الجوانب الأساسية التي لا بد أن يهتم بها أي زائر هو قدرته على تحديد الواجهة الرئيسية للمبنى وطرق الوصول إليه؛ ولهذا نستعرض هنا أبرز العناصر التي لا بد أن يراعيها تصميم المداخل المؤدية للمباني:
- إن التصميم الغريب وغير المألوف لواجهات المبنى أو وجود عقبات مثل اللوحات الإعلانية أو مقهى لتناول الطعام بالقرب من المدخل قد يُحدث تشويشًا كبيرًا لبعض المستخدمين، ولهذا تنبغي مراعاة يُسر التصميم.
- ينبغي أن يكون المدخل واضحًا ويمكن تمييزه عن باقي عناصر المبنى.
- ينبغي ضمان أن أنظمة الدخول وبوابات العبور سهلة الاستخدام، وتسمح للجميع بالاستخدام المستقل.
- يجب تصميم المداخل لتكون بألوان متباينة مع خلفيتها مع عدد قليل من الألوان المختلفة.
- ينبغي توفير طريق مشاة واضح بجوار البناء مع توفير معلومات ملموسة ومرئية مناسبة لتحديد المعالم المجاورة مثل محطات الحافلات ومعابر الطرق ومواقف سيارات الأجرة.
- يفضل أن يتمكن من معرفة عدد طوابق المبنى من الواجهة، فبعض التصاميم الحديثة لا يمكن بها تمييز عدد الطوابق.
السهولة وإمكان التوقع
- إن سهولة التصميم الداخلي يجعل المبنى أسهل تنقلًا بين مساحاته وأروقته المختلفة، وهذا يجعله أكثر قابلية للحفظ والتذكر عند المستخدمين، فكلما زاد المبنى تعقيدًا، زادت الصعوبة التي يواجهها المستخدمون الجدد أو الأقل ارتيادًا للمبنى، لا سميا المكفوفين أو ضعاف البصر.
- التوزيع المنطقي لمواقع المرافق والمساحات المختلفة في المبنى تجعله أكثر قبولًا عند المستخدمين، فالارتفاعات المتغيرة والمفاجئة في مستويات الأسقف والأرضيات، ومستويات الإضاءة المتطرفة تثير المزيد من التوتر عند بعض المستخدمين.
- تجميع المرافق مثل المصاعد في نفس الموقع والمنحدرات والسلالم المتحركة، أو الاحتفاظ بجميع المرافق الصحية في نفس المكان في جميع الطوابق، يجعل البيئة أكثر قابلية للتوقع ويسهل فهمها.
توافر المعلومات
- يجب توفير اللوحات الإرشادية، وأسماء المرافق والمساحات التي يضمها المبنى، وأرقام الغرف قد يقلّل من تشتت المستخدمين الذين يعانون ضعفَ التركيز والانتباه أو النسيان.
- يجب مراعاة سهولة الوصول إلى مكتب إدارة المبنى للحصول على الدعم والمساندة للذين يواجهون صعوبة في دخول المبنى أو التجول بداخله.
سهولة التنقل الأفقي والعمودي
- ينبغي التقليل من مسافات التنقل الأفقية في المبنى إلى الحد الأدنى، إذ يجد الذين يحملون أمتعة أو مواد ثقيلة، أو الذين لهم أطفال صغارٌ أو المستخدمون الذين يعانون قيودًا في الحركة مسافاتٍ طويلة عائقًا ويستغرقون وقتًا أطول من غيرهم لبلوغ وجهتهم.
- قد تساعد إضافة مداخل جانبية بالقرب من مواقف السيارات المرتبطة بالمبنى على تقليل طول مسافة المشي المطلوب، ويُسهم وجود استراحات للجلوس ودورات مياه على مسافات متقاربة في التقليل من هذه المصاعب.
- تعَدّ كثرة الأبواب في تصميم المبنى حاجزًا ليس لصعوبة فتحها في بعض الحالات، ولكن أيضًا لأنها غالبًا تقيد عرض المسارات الأفقية؛ لهذا ينبغي حذفها حيثما تسمح المتطلبات البيئية وبما لا يعارض الخصوصية والأمان.
- وأما الذين لا يستطيعون أو يفضلون عدم استخدام السلالم، فإن مصعد الركاب الكهربائي هو أكثر طريقة ملائمة بوجه عام للتنقل بين الطوابق في المبنى، فهي قادرة على نقل عدد أكثر من الأشخاص بسرعة كبيرة؛ ولهذا ينبغي توفير مصاعد كافية في مواقع مناسبة تناسب استخدام المبنى ومتطلبات المستخدمين.
- تذكر أن السلالم المتحركة لا توفر وسيلة وصول آمنة للجميع وهي غير مناسبة لمستخدمي الكراسي المتحركة والذين يدفعون عربات الأطفال، وبعض الحالات من ذوي الإعاقة.
- تهيئ المنحدرات وصولًا خاليًا من الدرجات، إلا أن تصميمها بمستوى انحدار غير قياسي يؤثر بالسوء في القدرة على الوصول عند الذين يعانون صعوباتٍ في إمالة القدمين أو يستخدمون الكراسي المتحركة
- ضع السلالم والمصاعد الكهربائية والمنحدرات والسلالم المتحركة في نفس الموقع للسماح لمستخدمي المبنى باختيار طريقتهم المفضلة للتنقل بين المستويات العمودية للمبنى.
تلك بعض الإرشادات الأساسية لتيسير عملية التنقل الأفقي والعمودي للمستخدمين داخل المبنى وسنتناولها بمزيد من التفصيل في المقالة القادمة .
في الختام، ندرك أهمية تصميم المباني وفقًا لمعايير الوصول الشامل، حيث يسهم ذلك في جعل البيئة المبنية أكثر شمولية ومتاحة للجميع. من خلال تبني المبادئ الأساسية مثل تصميم واجهات واضحة، وتوفير مداخل واسعة وسهلة الاستخدام للجميع، واستخدام إشارات واضحة، يمكننا توفير بيئة تسمح لجميع الأشخاص بالتفاعل بكل راحة وسهولة داخل المبنى.
2 Responses
need details about the play area and adventure park regulations
شكرا على تعليقك هنا سنقوم بإضافة هذا النوع من معايير الوصول الشامل في مقالاتنا القادمة إن شاء الله