تشكل المرافق المصممة خصيصًا لتلبية احتياجات ذوي الإعاقة جزءًا أساسيًا من تحقيق بيئة شاملة ومتاحة للجميع. إن توفير تصميمات تراعي المتطلبات الخاصة لذوي الإعاقة يعكس التزام المجتمع بمبادئ المساواة والاحترام والاندماج. يتناول هذا المقال إرشادات عند تصميم المرافق المختلفة في المباني لتكون ميسرة وآمنة، من خلال استعراض الأمثلة والتطبيقات العملية، نستكشف كيف يمكن للمباني أن تصبح أكثر استجابة وملائمة للجميع، مما يساهم في بناء مجتمعات أكثر شمولاً وتكاتفًا.
تعد منطقة الاستقبال في المبنى أول نقطة تلامس بين الزائر وموظفي المؤسسة، مما يكوّن الرأي الأولي عن المبنى.
لذلك، نوضح هنا بعض الجوانب المهمة لتصميم مناطق الاستقبال:
يجب أن يتمكن جميع الأشخاص من الوصول إلى مكاتب الاستعلامات والاستقبال والخدمات، بغض النظر عن حالتهم الحركية أو الوظيفية.
ينبغي توفير مناطق للانتظار والجلوس على مرأى من مكتب الاستقبال لتلبية احتياجات الأشخاص الذين لا يستطيعون الوقوف طويلًا.
يجب توفير مراحيض يمكن الوصول إليها بسهولة بالقرب من مكتب الاستقبال لتلبية احتياجات المستخدمين دون الحاجة إلى سؤال الموظفين.
يجب أن يكون تصميم منطقة الاستقبال واضحًا وسهلًا لتجنب تشتيت ذوي الإعاقة. تتضمن منطقة الاستقبال عادةً أجهزة إلكترونية تفاعلية، مكتب الاستقبال، منطقة الانتظار، دورات المياه العامة، وبهو المصاعد، مع إمكانية إضافة خدمات حسب استخدام المنشأة.
من المنطقي أن تتوفر دورات المياه في كل مبنى، فهي متطلب وشرط أساسي ويحتاج تصميمها إلى العناية ببعض الأمور:
يجب أن يعتمد توفير دورات المياه على عدد مستخدمي المبنى وظروف الوصول إليها.
يبحث المستخدمون عادة عن المرحاض المناسب لجنسهم، لذا يجب أن تتوفر لافتات واضحة وقابلة للمس عند مدخل دورات المياه، مع ضرورة استخدام النص المكتوب بجانب الصور للتأكيد.
يجب أن تتيح أقفال الأبواب الفتح بقبضة مشدودة، مع إمكانية الفتح من الخارج في حالات الطوارئ.
يجب أن يكون عرض مدخل دورة المياه مناسبًا لأحجام الكراسي المتحركة مع مراعاة الانعطاف.
يجب أن تتيح مساحة دورة المياه لمستخدم الكرسي المتحرك الدوران أثناء فتح الباب.
يجب توفير مساحة كافية على جانبي المرحاض لتلبية تفضيلات مستخدمي الكراسي المتحركة في الانتقال.
يجب وضع المعاليق بارتفاع وزاوية مناسبين لتسهيل تعليق الملابس قبل استخدام المرحاض.
يجب تركيب جهاز إنذار للطوارئ يُشغَّل من وضعية الجلوس أو السقوط، مع وضع مفتاح إعادة ضبط يسهل الوصول إليه من مقعد المرحاض.
ينبغي تثبيت مصابيح الطوارئ للأشخاص ذوي فقدان السمع لتنبيههم أثناء حدوث خطر، حيث لا يمكنهم سماع أجهزة الإنذار الخارجية.
جب أن تُفتح أقفال الأبواب بقبضة مشدودة، ويجب أن تتضمن إمكان الفتح من الخارج في حالات الطوارئ.
تحتوي المنشآت العامة غالبًا على مرافق خاصة لفئة محددة من المستخدمين، مثل غرف النوم لأغراض الراحة أو الاستخدام السكني.
تحتاج غرف النوم القابلة للوصول إلى تلبية احتياجات مجموعة واسعة من المستخدمين، ومنها:
يفضل أن تكون مساحة الغرف واسعة لتلبية احتياجات جميع المستخدمين، خاصة مستخدمي الكراسي المتحركة.
تعتبر فرصة التوقف والراحة مهمة لمعظم الأشخاص، خاصة عند توقع الانتظار في أروقة المبنى. لذا، نقدم إرشادات مهمة لتصميم المقاعد:
إن تصميم مقاعد دائمة وثابتة هو الخيار الأنسب لمعظم المنشآت، إلا أنه لا بد من مساحة كافية للاستخدامات المتوقعة لمختلف الحالات، فمثلًا تتيح المقاعد القابلة للإزالة للموظفين استيعاب مستخدمي الكراسي المتحركة بمرونة عالية.
يجب ضمان تباين الألوان وتشطيبات المقاعد، مع اختلاف واضح في ألوان مساند الذراع عن المقاعد.
يجب تجنب استخدام مواد ترتفع درجة حرارتها فوق المقبول عند التعرض لأشعة الشمس، لتفادي المخاطر على ذوي صعوبات الحركة.
يمكن تصميم المطابخ المنزلية لتلبية احتياجات محددة، بينما يجب أن تلبي المطابخ في المباني العامة مجموعة متنوعة من المتطلبات.
تساعد المناطق ذات المخطط المفتوح المستخدمين على التنقل في المطبخ بسهولة دون الحاجة للمناورة بالكراسي المتحركة.
يجب أن يكون ارتفاع الأسطح والمعدات في المطبخ قابلاً للتعديل لتوفير أكبر قدر من المرونة.
يفضل توفير مساحة خالية من العوائق تحت أسطح إعداد الطعام ومناطق المهام الرئيسية.
أبواب الخزانة التي لا تفتح حتى 180 درجة قد تشكل عائقًا وخطرًا عند تركها مفتوحة.
تساعد المقابض المتنوعة الأشكال والألوان في تسهيل فتح الخزانات لجميع المستخدمين.
يفضل تركيب خزائن تفتح عند الضغط لتسهيل الاستخدام.
تحسن الألوان المتباينة في المطبخ من الوصول لذوي ضعف الرؤية.
يجب مراعاة احتياجات جميع المستخدمين عند تصميم الأجهزة، مع توفير خيارات صوتية بجانب لوحات التحكم اللمسية.
يفضل تركيب أحواض غسيل مع صنابير متحكم فيها بالرفع والخفض والسحب.
تحتوي جميع المباني على منافذ للطاقة، ويجب مراعاة الجوانب التالية لضمان وصول معظم المستخدمين إليها بشكل آمن:
يجب وضع مفاتيح الطاقة ومنافذها في مواضع منطقية لضمان سهولة الاستخدام لجميع الأشخاص، سواء كانوا واقفين أو على كراسي متحركة.
ينبغي ضمان تباين جيد بين ألوان مفاتيح التحكم والبيئة المحيطة بها.
يجب أن يتمكن جميع المستخدمين من تمييز حالات التشغيل والإيقاف للمفاتيح، مع ضرورة توفير تمييز باللمس أو السمع، خاصة للمكفوفين وضعاف البصر.
في الختام، يُعتبر تصميم المرافق بمعايير الوصول الشامل ليس مجرد متطلب قانوني، بل هو تعبير عن التفكير الإنساني والمسؤولية الاجتماعية. يجب علينا كمجتمع أن نتحد لضمان أن يكون لكل فرد، بما في ذلك ذوي الإعاقة، فرصة للاستفادة من البنى التحتية بشكل كامل وبدون عوائق. إنَّ تطبيق معايير الوصول الشامل ليس جهداً ثانوياً بل هو ركيزة أساسية لتحقيق المساواة والشمولية في مجتمعاتنا.
