تصميم المنشآت الترفيهية بمعايير الوصول الشامل

تصميم المنشآت الترفيهية بمعايير الوصول الشامل وصورة لرجل كفيف يقف ف المنتصف وحوله منشآت رياضية ومطعم ومتحف وقاعة احتفالات

في عالم حيث أصبح التنوع والاندماج من المبادئ الأساسية التي نسعى لتحقيقها، يُعد تصميم المنشآت الترفيهية بمعايير الوصول الشامل مسألة ذات أهمية . من المنشآت الرياضية والمطاعم إلى المتاحف وقاعات الاحتفالات، فإن توفير بيئة يمكن للجميع الاستمتاع بها بحرية وراحة يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق الشمولية.

نتناول في هذه المقالة إرشادات لتصميم المنشآت الترفيهية بشكل يضمن تلبية احتياجات جميع الأفراد، وكيف يمكن لتصميم مرافق مثل المنشآت الرياضية، المطاعم، المتاحف، وقاعات الاحتفالات أن يساهم في تعزيز الشمولية وتوفير تجربة ممتعة ومريحة للجميع.

قائمة المحتويات

المنشآت الرياضية

تمثل المنشآت الرياضية أحد الأجزاء الحيوية والضرورية في معظم المنشآت، وتتطلب غالبًا مراعاة مجموعة من الجوانب الرئيسة، كما يلي :

  • تباين الألوان: ضمان تباين جيد بين ألوان مفاتيح التحكم والبيئة المحيطة بها، مثل الجدران، مع وجود إطار واضح.
  • زيادة المساحة: توفير مساحات كافية لمستخدمي الكراسي المتحركة، سواء للممارسين أو الجمهور.
  • تخزين الكراسي: تخصيص مناطق تخزين كافية للكراسي الرياضية المخصصة لمستخدمي الكراسي المتحركة.
  • تنظيم الدخول والخروج: تضمين أحكام خاصة لدخول وخروج ذوي الاحتياجات الخاصة من المسابح بشكل ملائم.
  • توفير درابزين: تأمين درابزين حول المسابح لمساعدة الأشخاص على الوقوف ومنع الانزلاق.
  • قرب مرافق تغيير الملابس: وضع مرافق تغيير الملابس لذوي الاحتياجات الخاصة بالقرب من مواقع دخول المسبح.
  • أسطح متباينة: استخدام أسطح ذات ألوان وملمس متباين لمساعدة المكفوفين وضعاف البصر على التنقل بسهولة، مثل تباين ألوان وملمس حواف المسبح.

متاجر البيع والمطاعم

تعد متاجر البيع والمطاعم أكثر المنشآت ارتيادًا من الأفراد؛ ولهذا ينبغي تصميمها وفق معايير تناسب مختلف المستخدمين.

وفي دراسة تتناول مسألة إمكانية الوصول في صناعة المطاعم بما يتجاوز الحد الأدنى من متطلبات قانون الأمريكيين ذوي الإعاقة (ADA)، أظهرت الدراسة أن ثلثي ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يأكلون بالخارج يواجهون مجموعة من العقبات، وذلك بسؤال المشاركين عن حاجاتهم بداخل بيئة المطعم، وجمع بيانات عن المطاعم في مدينة متوسطة الحجم بجنوب شرق الولايات المتحدة الأمريكية، فقد أفاد المشاركون أنهم واجهوا مناطق يتعذر الوصول إليها عند تناول الطعام بالخارج، على أن المطاعم الخاضعة للدراسة كانت متوافقة بوجه عام وإرشادات ADA، وهذا يؤكد ضرورة وضع ميزات التصميم التي تدعمها نظرية التصميم الشامل، والتي تدعو إلى إنشاء مكان يسهل على كل الأفراد الوصول إليه، بغض النظر عن قدر إعاقتهم الجسدية أو الحسية (Reid, R., 2021).

ونضع هنا بعض الجوانب التي تنبغي مراعاتها:

  • عرض المسارات: ضمان أن تكون المسارات في أماكن البيع بالتجزئة ذات عرض مناسب، مستقيمة، وأرضيات بألوان متناقضة مع مناطق العرض.
  • مساحة التنقل: توفير تصميم منطقي وواضح في المطاعم مع مساحة كافية للتنقل بين الطاولات.
  • مناطق الجلوس: تخصيص مناطق جلوس بمساحات كافية لمستخدمي الكراسي المتحركة.
  • تسهيل حمل الطعام: تقديم خيارات بديلة لمستخدمي الكراسي المتحركة لتسهيل حمل الصواني واختيار الطعام، بناءً على استشارتهم.
  • قوائم الطعام: توفير قوائم الطعام بطرق مناسبة، مثل نسخة بطريقة برايل أو صوتياً للمكفوفين.
     

المعالم الأثرية والمتاحف

غالباً ما تفتقر المباني التاريخية إلى ميزات تسهل الوصول إليها، مما يضطر بعض الأفراد إلى المشاهدة من مسافة بعيدة، وقد يختار المرافقون عدم الدخول. دراسة في نيجيريا حول تصميم المتاحف الشامل أظهرت أن ثلاثة متاحف في جنوب غرب نيجيريا تحقق معايير الوصول بشكل معقول، لكن أداؤها في الاستخدامية أقل من المتوسط، مما يشير إلى أن هذه المتاحف ليست سهلة الوصول والاستعمال لجميع الأفراد (Ibem, E. O., Oni, O. O., Umoren, E., & Ejiga, J. , 2017).

ولهذا نقترح هنا بعض الإرشادات لتحسين الوصول لجميع الأفراد إلى هذه المواقع:

  • استخدام مرافق مؤقتة: إضافة سلالم خشبية ومنحدرات يمكن أن يحسن إمكانية الوصول، مع النظر في استخدام مدخل ثانوي أفضل وتصميم تجربة زائر داخلية أكثر شمولاً.
  • وسائل عرض متنوعة: الاستعانة بوسائل عرض مرئية وسمعية ولمسية لنقل المعلومات إلى الزوار.
  • تباين الألوان: استخدام تباين في الألوان والخامات بين مناطق العرض والمناطق المخصصة للتجول لمساعدة المكفوفين وضعاف البصر على الحركة باستقلالية.
  • مساحات حركة: ضمان وجود مساحات كافية لحركة الكراسي المتحركة.

قاعات الاحتفالات

تعد مرافق الجمهور والمتفرجين من العناصر المهمة التي يتكامل فيها دور المنشأة الرئيس وأنشطتها الاجتماعية والترفيهية؛ ولهذا تنبغي الإشارة إلى ما يلي:

  • بيئة مريحة: توفير بيئة صوتية ومرئية جيدة ومريحة في مرافق الجمهور والمتفرجين.
  • تنوع المواقع: إتاحة الوصول لمستخدمي الكراسي المتحركة إلى مجموعة متنوعة من المواقع داخل القاعة دون وجود درجات.
  • رؤية وإضاءة جيدة: ضمان وجود خطوط رؤية واضحة وإضاءة جيدة، وتحديد أماكن المقاعد المخصصة لذوي مشكلات السمع لرؤية مترجمي لغة الإشارة والمتحدثين بوضوح.
  • مرافق سهلة الوصول: ضمان ربط القاعة بمرافق أخرى مثل دورات المياه ومناطق الانتظار بطريقة تسهّل الوصول إليها.

مراكز الترفيه

نغفل في بعض الأحيان أنه لا بد من تصميم مراكز الترفيه بطرق سهلة الوصول، وذلك لإتاحة الفرصة لذوي الاحتياجات الخاصة من استخدامها وقضاء أوقات ممتعة، وبناءً عليه نذكر الأمور التالية:

  • تقسيم القاعات: تقسيم مراكز الترفيه إلى قاعات منفصلة حسب نوع الألعاب لتقليل التشتت والإزعاج.
  • تصميم الألعاب: تصميم الألعاب لتناسب مختلف أنواع الإعاقات.
  • دمج ذوي الاحتياجات الخاصة: عدم تخصيص قاعات منفصلة لذوي الاحتياجات الخاصة، وضمان سهولة الوصول إلى جميع القاعات.
  • تجنب التشتيت: تجنب استخدام ألوان وأضواء متعددة بشكل مفرط لتفادي التشتيت.

في الختام،يظهر أن تصميم المنشآت الترفيهية بمعايير الوصول الشامل ليس مجرد إضافة، بل هو عنصر أساسي لضمان تجربة ترفيهية عادلة وممتعة لجميع الأفراد. من خلال دمج عناصر التصميم التي تأخذ بعين الاعتبار احتياجات ذوي الإعاقة، نُحقق بيئات ترفيهية شاملة وميسرة.
عندما نعتمد معايير الوصول الشامل، فإننا لا نُحسن فقط تجربة الأفراد ذوي الإعاقة، بل نُساهم أيضاً في تعزيز روح المجتمع والانتماء. إن كل تعديل، مهما كان صغيراً، يُحدث فرقاً كبيراً في حياة الأفراد، ويؤكد أن الترفيه والتسلية يجب أن تكون متاحة للجميع.

Picture of Amira Shokry

Amira Shokry

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شارك المقال

إقرأ أيضا