إن تحقيق الوصول العادل والمنظم إلى مواقع الوِب لا بد أن يستند إلى بعض المبادئ والإرشادات المهمة التي هي معايير رئيسة ينبغي اتباعها في التصميم، وتعد منظمة ( World Wide Web Consortium ( W3C من أبرز الشبكات الدولية التي لها إسهام عظيم في وضع هذه المعايير وتحديدها، وقد أصبحت كالمرجع الأكثر موثوقية للنفاذ السليم والخالي من العوائق إلى محتوى الوِب.
بعد أن تطرقنا إلى ماهية إمكانية الوصول إلى الوِب وأهميته والتقنيات المساعدة لذوي الإعاقة، نستعرض في هذه المقالة هنا معايير الوصول إلى الويب ومبادئه (Web Content Accessibility Guidelines ( WCAG والإرشادات التي ينبغي الأخذ بها قبل الشروع في تصميم موقع الوِب أو تطبيق الهواتف الذكية للمؤسسة:
معايير الوصول الشامل هي مجموعة من الإرشادات والتوصيات التي تساعد في تصميم وتطوير مواقع الويب وتطبيقات الجوال بشكل يضمن سهولة الاستخدام للجميع. هذه المعايير تتناول مجموعة واسعة من العناصر مثل التصميم البصري، التفاعل، النصوص البديلة للصور، الهيكل العام للموقع، واستخدام التقنيات المساعدة
يجب أن يكون المستخدمون قادرين على إدراك المحتوى وفهمه والمعلومات المعروضة على موقع المؤسسة الإلكتروني، ولا يقتصر «الإدراك» على القدرة على رؤيته بالعين، بل يمكن إدراكه بالحواس المختلفة.
ولهذا نستعرض هنا أبرز الإرشادات التي ينبغي الأخذ بها لتحقيق هذا المبدأ على موقع الوِب:
ينبغي أن يكون استخدام مواقع الويب بأيقوناته ووصلاته الفرعية المختلفة دون عوائق، فيجب أن يكون جميع المستخدمين قادرين على الاستفادة من كل أجزاء الموقع ووظائفه، بدءًا من التنقل على الصفحة، إلى القدرة على اختيار العناصر من القائمة، إلى تشغيل الفيديو والصوت وإيقافهما بوجه عام؛ ولهذا تعد مواقع الوِب الأكثر قابلية للتشغيل يسيرة ومباشرة وغالبًا ما تتجنب وضع وظائف واختصارات زائدة قد تعوق المستخدمين.
نستعرض هنا أبرز الإرشادات التي ينبغي الأخذ بها لتحقيق هذا المبدأ على موقع الوِب:
يجب أن يكون المستخدم لموقع الوِب قادرًا على فهم المحتوى ومن ذلك النص المكتوب والصور والأيقونات والرموز، ولا يقتصر هذا الأمر على صعوبة تفسير اللغة المختلطة والمطولة على المستخدم العادي فحسب -بل إنها تحد أيضًا من وصول الذين يعانون مصاعب وإعاقاتٍ معرفية، وكذلك الذين لا يتحدثون اللغة السائدة لموقعك. ويجوز هذا المبدأ على بنية موقع الوِب، إذ تحتاج صفحاتك إلى التنظيم على نحو يمكن توقعه وأن يكون التنقل متاحًا بسهولة للمستخدمين في معظم الصفحات إن لم يكن في جميعها.
ونستعرض هنا أبرز الإرشادات التي ينبغي الأخذ بها لتحقيق هذا المبدأ على موقع الوِب:
يجب تفسير المحتوى الموجود على موقع الوِب بسهولة واستخدامه من جميع المستخدمين، حتى مستخدمي التقنيات المساعدة مثل برامج قارئات الشاشة، ويُلخَّص هذا المبدأ في كتابة HTML الموقع بطريقة تمكن التقنيات المساعدة من تحليل الأوامر البرمجية لمحتوى الموقع بسهولة.
ونستعرض هنا أبرز الإرشادات التي ينبغي الأخذ بها لتحقيق هذا المبدأ على موقع الوِب:
إن السؤال الأهم هو كيف يمكنك اختبار توافق موقعك الإلكتروني ومعايير إمكانية الوصول WCAG، والجواب عن ذلك أنه تتوافر اليوم مجموعة متنوعة من أدوات اختبار إمكانية الوصول أو النفاذية إلى الوِب، فشبكة W3C تعرض مجموعة من الأدوات المفيدة لتقويم تحقق مستوى النفاذ إلى صفحات الوِب ومقارنتها مقارنةً نافعة، ونستعرض مجموعة إضافية من الأدوات التي عملنا على جمعها وعرضها هنا، كما يلي:
تعتمد فكرة الأداة WAVE على تقويم مستوى تحقق إمكانية الوصول في موقع الوِب، وذلك بعرض جميع الأخطاء والملحوظات التي بصفحة الوِب، كتوافر النص البديل على الصور والأيقونات ومستويات التباين في الألوان وغيرها الكثير.
ما عليك سوى إدخال عنوان موقعك الإلكتروني URL الذي تتطلع إلى تقويمه، وسيُبرز Wave المواضع التي لا تفي بمعايير WCAG في الوصول، إضافةً إلى توفير تدقيق بشري ومراجعة لمحتوى موقعك الإلكتروني.
ويمكن الدخول إلى هذه الأداة من الرابط التالي: /https://wave.webaim.org
هذه الأداة منشئ خرائط موقع الوِب -أي إنه يستخدم خرائط المواقع لعرض إمكانية الوصول إلى موقعك الإلكتروني بعد إجراء قوائم تقوم بجرد المحتوى والتدقيق وكذلك تتبع الكلمات الرئيسة.
تتحد الأداة أيضًا بـ Google Analytics للسماح بإجراء تحليلات متعمقة مع مجالات محددة لتحسين إمكانية الوصول، وتختبر الأداة جميع أنواع المواقع لك حتى تطبيقات الهواتف.
يمكنك الدخول إلى هذه الأداة من الرابط التالي: https://dynomapper.com
تعد هذه الأداة خيارًا مثاليًّا للذين لم يعملوا كثيرًا في تعزيز الوصول إلى الوِب بمعايير WCAG لأسباب:
ويمكن الدخول إلى هذه الأداة من الرابط التالي: https://docs.squiz.net/funnelback/docs/latest/analyse/accessibility
لتسهيل الوصول إلى ألوان موقعك الإلكتروني، استخدم مدقق إمكانية الوصول إلى تباين الألوان A11Y يعرض لك مشكلات تباين الألوان بموقع الوِب، ويمكنك اختبار ذلك بإدخال عنوان صفحة الوِب URL، وحيثما تكتشف الأداة أخطاء في تركيبات الألوان أو التباين، سيقترح عليك كيفية إصلاحها لتمتثل لمعايير WCAG التي تحدثنا عنها سابقًا.
يمكنك الوصول إلى هذه الأداة من الرابط التالي: https://color.a11y.com
في الأسطر التالية نستعرض مجموعة من النماذج لمواقع الوِب الموافقة لإرشادات إمكانية الوصول لمحتوى الوِب WCAG التي يمكنك الاستفادة منها في طريقة عرض محتوى موقعك:
إن خير مثال على أكثر مواقع الوِب توافقًا لمعايير الوصول هو موقع منظمة W3C التي تشرف على وضع معايير إمكانية الوصول للوب وإرشاداته المعروفة اختصارا بـ WCAG، فما إن تدخل إلى الموقع حتى تدرك الطريقة المثلى التي تُعرض بها العناصر والمعلومات عرضًا متوافقًا ومختلف أنواع المستخدمين المحتملين حتى ذوي الإعاقة.
يمكنك الدخول إلى الموقع من الرابط التالي: /https://www.w3.org
تعمل مؤسسة Cram على دعم ذوي الاحتياجات الخاصة؛ ولهذا فإن وجود موقع متوافق لمعايير WCAG يوضح المصداقية والتزام المؤسسة لخدمة هؤلاء الأفراد في المحتوى الذي تقدمه لهم.
وأول ما تدخل الموقع ستجد أنه يوازن بين إمكانية الوصول إلى الوِب والتصميم الجميل وعلامتهم التجارية، والتزامًا لمعايير WCAG للألوان والتباين ويسهل الوصول لمختلف العناصر والقوائم.
لا يقتصر هذا الالتزام على المؤسسات والمنظمات الخيرية فحسب، بل حتى المؤسسات التجارية اجتهدت في تحقيق هذه المعايير؛ إذ تبيع شركة Unilever سلعًا استهلاكية لأكثر من مليارَي إنسان بأنحاء العالم؛ ولهذا فقد التزموا ضمان إمكان وصول جميع المستخدمين إلى محتوى موقعهم الإلكتروني والمنتجات بسهولة.
ويحتوي موقع الوِب على مزايا تساعد ذوي الاحتياجات الخاصة على الوصول إلى المحتوى بالتقنيات المساعدة أو بالأدوات المساندة، فالمحتوى موافق لبرامج قارئات الشاشة، وبرامج تحويل النص إلى صوت أو تحويل الصوت إلى نص، ومحاكي لوحة المفاتيح، ومكبر الشاشة، وواجهة مستخدم محسّنة، وتصميم مرئي وجميل.
يمكنك الدخول إلى الموقع من الرابط التالي: www.unileverfoodsolutionsarabia.com
في نهاية المطاف، تمثل معايير الوصول إلى الويب الخطوة الأساسية نحو بناء بيئة رقمية أكثر شمولية وعادلة. إذا تم تطبيق هذه المعايير بشكل صحيح، سيتمكن الجميع من الوصول إلى المعلومات والخدمات عبر الإنترنت بغض النظر عن قدراتهم البدنية أو الحسية. من المهم أن نواصل العمل على تعزيز هذه المعايير وتطويرها لضمان تحقيق الشمولية الكاملة والعدالة الرقمية في المجتمع الرقمي المتقدم الذي نعيش فيه اليوم.
