كاتب
الفهرس
ألواننا التي تجمعنا
تأليف :
النوع :
المجال :

قصة "ألواننا التي تجمعنا" تسلط الضوء على أهمية التنوع وقبول الآخر من خلال طلاب ابتدائي يتعاونون لإتمام مشروع مدرسي. تُظهر القصة كيف يمكن للاختلافات في القدرات والأفكار أن تصبح مصدر قوة وإبداع، مع دور المعلمة في غرس قيم التعاون والاحترام.

ألواننا التي تجمعنا

كان صباح يوم خريفي مشرق، عندما دقت أجراس المدرسة الابتدائية إيذانًا ببدء عام دراسي جديد. اصطف الطلاب في طابور الصباح، بينما كانت أصواتهم تملأ الساحة بالحيوية. كانت المعلمة مريم، بابتسامتها الدافئة، تقف على باب الفصل تستقبل كل طالب على حدة، وتناديهم بأسمائهم كأنها تعرفهم منذ سنوات.

في الداخل، تزين الصف بلوحات ملونة تحمل عبارات مثل: “لكل منا نجمه الخاص”، و”معًا نصنع المستقبل”. جلس الطلاب بحماس في مقاعدهم، يتبادلون الابتسامات والقصص الصيفية.

عندما بدأ الدرس الأول، دقت المعلمة الجرس الصغير الموضوع على مكتبها، وقالت: “أصدقائي، لدينا اليوم ضيفان جديدان سينضمان إلينا.”دخلت ليلى، فتاة ذات شعر بني مجعد وعينين لامعتين تجلس على كرسي متحرك. ثم دخل سامر، بابتسامته الهادئة وسماعاته الكبيرة التي أثارت فضول الطلاب.

توقفت المعلمة للحظة وقالت: “هذا العام سنتعلم شيئًا رائعًا، سنتعلم أن اختلافاتنا تجعلنا أقوى.” .

في أول استراحة، تجمع الطلاب في الفناء. اقترب أحمد، وهو طالب نشيط ومحب للرياضة، من ليلى وسألها: “كيف تتحركين بسرعة على هذا الكرسي؟ هل يشبه الدراجة؟” ضحكت ليلى وقالت: “يمكنك اعتباره طريقتي الخاصة للتنقل!” بينما كانت سارة، الفنانة الصغيرة تتحدث مع سامر باستخدام لغة الإشارة التي تعلمتها من فيديو على الإنترنت.كانت تشير إلى رسمة لها وتسأله: “هل تعجبك؟” أومأ سامر بحماس، ثم رسم بإصبعه دائرة في الهواء تعبيرًا عن الإعجاب. بدأ الطلاب يلاحظون أن ليلى وسامر مختلفان، لكنهما يجلبان شيئًا مميزًا لكل من يتحدث معهما.

في اليوم التالي، أعلنت المعلمة عن نشاط تعريفي بعنوان “ما الذي يجعلك مميزًا؟”. طلبت من كل طالب أن يشارك شيئًا يحبه أو يبرع فيه.
قال أحمد بحماس: “أنا سريع في الجري، وأحب كرة القدم!”
أضافت سارة: “أحب الرسم، وأقضي وقتي في صنع لوحات جميلة.”
عندما جاء دور ليلى، قالت بابتسامة عريضة: “أحب كتابة القصص، لدي عالم خاص مليء بالشخصيات والأحداث.” أما سامر، فعبّر عن نفسه من خلال لغة الإشارة، وشرحت المعلمة: “سامر يعزف على البيانو بإحساس رائع.”

بدأ الطلاب يلاحظون أن لكل شخص مهارة فريدة. شعرت ليلى وسامر بالارتياح، بينما تعهد الطلاب بأن يتعرفوا عليهما أكثر.

في اليوم التالي،أعلنت المعلمة مريم عن نشاط تعريفي بعنوان “ما الذي يجعلك مميزًا؟” طلبت من كل طالب طلبت من كل طالب أن يشارك شيئًا يحبه أو يبرع فيه. قال أحمد بحماس: “أنا أحب الركض وأحلم بأن أشارك في سباقات دولية!” صفق له الجميع بحماس. قالت سارة: “أحب الرسم، وأقضي وقتي في صنع لوحات جديدة.”عرضت لوحة صغيرة رسمتها للتو.عندما جاء دور ليلى، قالت: “أحب كتابة القصص. لدي دفتر مليء بالمغامرات التي أخترعها.” أما سامر، فاستخدم لغة الإشارة للتعبير عن شغفه بالموسيقى، وشرحت المعلمة: “سامر يعزف على البيانو بإحساس رائع.”.

بدأ الطلاب يرون  أن لكل شخص مهارة فريدة، وأنهم معًا يشكلون فريقًا مميزًا.

بعد أسبوع، أعلنت المعلمة عن مشروع جماعي. قالت: ” سنبتكر قصة فيديو مصورة عن أبطال خارقين، وسنعمل كفرق لتصميم الشخصيات و كتابة الحوار .” تطوعت ليلى بأن تكون الكاتبة في فريقها، وساعدتها سارة في رسم المشاهد، بينما صمم أحمد نماذج ثلاثية الأبعاد للأبطال. خلال العمل، تعلم الطلاب مواجهة التحديات معًا. كانت ليلى تصر على أن القصة يجب أن تُظهر التعاون بدلاً من التركيز على بطل واحد. اقترحت أن يمثل كل بطل لونًا مختلفًا، وكل لون يعبر عن مهارة معينة.

خلال المشروع، واجه الفريق عقبات مختلفة أبرزها صعوبة التواصل بين سامر وبعض زملائه. قررت سارة أن تعلّم زملاءها بعض الكلمات الأساسية بلغة الإشارة. كانت تقول: “نحن فريق، وسامر جزء منه. يجب أن نفهمه.” بدأ الطلاب يتعلمون الإشارات الأساسية مثل “مرحبًا” و”شكرًا”، مما جعل سامر يشعر بأنه مُقدّر ومفهوم.

أثناء مراجعة العمل أدرك الفريق أنهم بحاجة إلى عنصر خاص لجعل عرضهم أكثر جاذبية.

قالت سارة: “رسوماتنا جاهزة والقصة رائعة، لكننا بحاجة إلى شيء يجعل العرض أكثر حيوية.” أضاف أحمد: “ربما مؤثرات صوتية أو موسيقى؟” صمت الجميع للحظة، ثم نظروا إلى سامر. ابتسمت ليلى وقالت: “سامر، أعتقد أن موهبتك في العزف قد تكون ما نحتاجه.”

وافق سامر بحماس، وبدأ يعزف مقطوعة موسيقية صغيرة باستخدام البيانو الرقمي الذي أحضره من المنزل. كانت الموسيقى مفعمة بالأمل والحماس، وكأنها تضيف حياة جديدة للقصة. قال أحمد بدهشة: “هذا مثالي! وكأن الموسيقى تتحدث عن الأبطال!”

في إحدى الليالي، اجتمع الفريق في مكتبة المدرسة لإنهاء مشروعهم. قضوا ساعات في تنسيق الألوان والتأكد من أن المشاهد تعكس رؤيتهم المشتركة. عملوا بتفانٍ حتى أن المعلمة مرّت بهم لتطمئن عليهم وشجعتهم بكلماتها الدافئة.

أثناء العمل، اقترح أحمد نهاية درامية للقصة، بينما أرادت ليلى أن تكون النهاية سعيدة. تدخلت سارة بقولها: “لماذا لا نمزج بين الفكرتين؟ النهاية يمكن أن تكون مزيجًا من التحدي والانتصار.” وافق الجميع على الفكرة. لاحقًا، بدأ سامر بتأليف لحن خاص يعبر عن التحدي والأمل، مما أضاف بعدًا عاطفيًا قويًا للقصة.

خلال هذا الوقت، لاحظ الفريق أن روح العمل الجماعي أصبحت أفضل، وأصبحت لغة الإشارة جزءًا طبيعيًا من تواصلهم مع سامر. كما بدأ أحمد يُظهر اهتمامًا بالرسم، وساعد سارة في بعض التفاصيل، مما زاد من ترابطهم.

في يوم العرض، اجتمع الطلاب والمعلمون في قاعة المدرسة. وقف فريق ليلى على المنصة، وبدأوا بعرض قصتهم. سردت ليلى القصة بأسلوبها الجذاب، بينما عرضت سارة اللوحات على الشاشة الكبيرة. عزف سامر موسيقى ملهمة جعلت الجميع يشعرون وكأنهم داخل القصة. شرح أحمد كيف صنع النماذج ثلاثية الأبعاد للأبطال الخارقين، موضحًا كيف استخدم ألوانًا مختلفة لتمثيل التعاون بين الشخصيات.

عندما انتهوا، وقف الجميع يصفق بحرارة. تقدم المدير وقال: “ما فعلتموه اليوم ليس مجرد مشروع مدرسي. لقد أظهرتم كيف يمكن للتعاون أن يصنع شيئًا رائعًا.” في تلك اللحظة، شعرت ليلى وسامر بأنهما أصبحا جزءًا لا يتجزأ من الفريق. بدأت سارة بتوزيع رسومات صغيرة كذكرى للمشروع، ورسمت لكل زميل شخصية تمثل ما يميزه.

بعد انتهاء العرض، تجمع الطلاب في الفناء. قالت ليلى: “تعلمت شيئًا مهمًا اليوم… الاختلاف هو ما يجعلنا مميزين.” أضاف سامر بالإشارة: “التعاون يجعلنا أقوى.” ابتسم أحمد قائلاً: “لم أكن أعلم أن الفن والموسيقى يمكن أن يكونا بهذه الأهمية.”

انتهى اليوم بابتسامات وقلوب مليئة بالفخر. أدرك الطلاب أن كل فرد منهم مميز، وأن التنوع يجعل الحياة أكثر جمالًا. تعلموا أن التعاون والتفاهم هما المفتاح لبناء مستقبل أفضل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

متابعة أهداف الكتابة
اكتمال الفصول
0%
4 4
الكلمات المكتوبة
0%
986 1000

الوقت المتبقي للانتهاء

Days
Hr
Min
Sec
لقد انتهى الوقت المخصص لإكمال الكتاب

منصة معاذ نت للكتابة

سنساعدك في تحويل أفكارك إلى كتب ملهمة، حيث تنبض الحروف بالحياة وتصبح رحلتك مع الكلمات تجربة فريدة.

نضع بين يديك مجموعة من الأدوات التي تساعدك في رسم حكاياتك وأفكارك لتجعل من طموحاتك قصصًا تُروى وأخبارا لا تنسى.