تُعَدّ منظومة الوصول الشامل في التعليم من أهم الأهداف التي تسعى إليها المجتمعات في سبيل تحقيق التنمية المستدامة، حيث تتضمن هذه المنظومة العديد من المفاهيم والمبادئ الأساسية التي تساعد على توفير فرص التعليم لجميع الأشخاص على اختلاف أجناسهم وأعراقهم وأديانهم وحاجاتهم الخاصة، فغايتها إنشاء مجتمع تعليمي عادل وشامل للجميع .
في هذا المقال ، سنتناول المفاهيم المرتبطة بالوصول الشامل و هدفه والتعليم الشامل وطرق تحقيقه . كذلك سنتناول العقبات التي تقف أمام المجتمعات لتطبيق مبادئ الوصول الشامل في التعليم . سنتحدث أيضا عن أهمية و أثر الوصول الشامل في تطوير المجتمعات وتحسين المعيشة.
قائمة المحتويات
محددات الوصول الشامل في التعليم
يدور الإطار النظري لمنظومة الوصول الشامل على مفهوم العدالة التعليمية.
العدالة التعليمية: تحقيق تكافؤ الفرص في الحصول على التعليم لجميع الأشخاص، ويشمل هذا المفهوم الحاجة إلى توفير الإمكانات والموارد اللازمة لجميع الطلبة، حتى الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة، وضمان وصولهم إلى التعليم بمستوًى وجودة عاليين.
ويتطلب تحقيق هذا المفهوم عدة مبادئَ أساسيةٍ. مثل :
- تهيئة بيئة تعليمية آمنة وصحية.
- تقديم تعليم شامل ومتكامل يشمل كل من الجوانب العلمية والثقافية والاجتماعية والنفسية للطلاب.
- توفير الموارد المادية والبشرية اللازمة للتعليم.
- إعطاء المعلمين والمدربين فرص التعليم المستمر والتدريب المهني.
الديموقراطية التعليمية:
- تحرص على ضمان مشاركة الجميع في صنع القرارات التعليمية.
- تهيئة بيئة تعليمية تشجع على التعلم النشط والمستمر.
وتعني منظومة الوصول الشامل إلى التعليم التغلب على العقبات المختلفة التي تمنع الأشخاص من الحصول على التعليم الجيد والمناسب لهم، وذلك بتوفير فرص التعليم للجميع، ومنهم الأطفال والشباب والكبار، دون استبعاد أي فئة منهم.
الدمج والتكافؤ:
- توفير فرص التعليم للجميع بنفس الجودة والمستوى.
- توفير الدعم والتأهيل اللازمين للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة والمهمشين والمحرومين والمهاجرين وغيرهم.
- العمل على تحسين جودة التعليم وتطوير البرامج التعليمية وتدريب المعلمين وتطوير البنية التحتية للتعليم.
الإطار النظري لمنظومة الوصول الشامل في التعليم
من المهم أن نفهم أن منظومة التعليم الشامل تتألف من مجموعة من الأبعاد والجوانب المترابطة، وتتطلب تحديد إطار نظري لضمان تحقيق الوصول الشامل في التعليم. وتُلخّص المفاهيم والمبادئ الأساسية التي يتكون منها هذا الإطار النظري على النحو التالي:
ما هو التعليم الشامل ؟
هو نموذج للتعليم غايته توفير فرص التعلم والتعليم لجميع الطلبة ولا سيما الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة، أو من يجدون مصاعب في التعلم، أو الذين يعانون التهميشَ الاجتماعي أو الاقتصادي عن طريق إنشاء بيئة تعليمية تكافؤية لجميع الطلبة دون عنصرية؛ إذ يوفَّر الدعم اللازم لتحقيق تعلم فعال لجميع الطلبة في مختلف المجالات الأكاديمية والاجتماعية والعاطفية.
ويقوم التعليم الشامل على مبدأ المساواة في الفرص والاحترام والتقبل لتنوع الأشخاص. وتشمل إجراءاته تكييف المناهج والتقنيات التعليمية وتقديم الدعم الفردي والتوجيه للطلاب.
متطلبات وطريقة تحقيق التعليم الشامل ؟
- يقصد التعليم الشامل جميع الأطفال في نفس الفصول الدراسية وفي نفس المدارس، وهذا يعني فرصَ تعلمٍ حقيقية للمجموعات المستبعدة تقليديًّا، لا تقتصر على الأطفال ذوي الإعاقة، ولكن تشمل أيضا المتحدثين بلغات الأقليات.
- في كل أقسام المدرسة يجب تدريب المعلمين وتجديد المباني ويجب أن يحصل الطلبة على موادَّ تعليميةٍ يمكن الوصول إليها.
- في أنحاء المجتمع المحلي لا بد من معالجة وصمة العار والعنصرية و يجب تثقيف الأشخاص عن فائدة التعليم الشامل.
- يجب على الحكومات في أنحاء البلاد مواءمة القوانين والسياسات مع اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وجمع البيانات وتحليلها بانتظام لضمان الوصول إلى الأطفال بخدمات ناجحة.
- يتطلب التعليم الشامل الاستثمار في التعليم، والتخطيط المبتكر للتعليم، والشراكات بين الحكومات والمجتمعات المحلية والمنظمات غير الحكومية.
- يتطلب تحويل نظم التعليم لتلبية حاجات جميع الأطفال، بما في ذلك توفير دعم الفصل الدراسي وتكييف الأنشطة والمواد التعليمية لتلبية الحاجات المختلفة للأطفال.
- وبأنحاء العالم علينا أن نعمل معًا لضمان حصول الأطفال في جميع أنحاء العالم على فرص تعليمية متساوية وتعزيز التعليم الشامل على أنه جزء من التنمية المستدامة.
العقبات التي تقف أمام تحقيق الوصول الشامل في التعليم
- الزهد في التعليم وتقليل ميزانيته في بعض الدول.
- الفقر والعجز عن الوصول إلى الموارد التعليمية والتقنية.
- قلة الإمكانات المادية والبشرية في المناطق النائية والمحرومة.
- غياب القوانين والسياسات الوطنية التي تنتهج مبادئ الوصول الشامل في التعليم.
- التمييز والعنصرية وقصور التعليم الذي يسدّ حاجات ذوي الإعاقة والفئات المحرومة.
- غياب البنية التحتية التقنية الكافية،والتي تمكن الأفراد من الوصول إلى الموارد التعليمية عن بُعد.
- نقص النظم التعليمية الكفيلة بتوفير التعليم المناسب للجميع، التي تسدّ حاجات الأفراد ومتطلبات العصر.
- النزاعات والحروب والكوارث الطبيعية وانتشار الأوبئة التي تؤثر في التعليم وتجعله غير متاح، كما هي الحال في انتشار وباء كوفيد 19 في معظم بلدان العالم.
أثر الوصول الشامل في التعليم في تطوير المجتمعات وتحسين المعيشة
- تحسين الجدارة الفنية والمهنية: إذ يتاح له الفرصة للحصول على التعليم والتدريب اللازمين للوصول إلى المستوى المطلوب في مجال عمله، وهذا بالتالي يُسهم في تحسين جودة العمل وتقليل البطالة.
- تحسين الصحة: إذ يتاح لهم الفرصة للحصول على المعلومات اللازمة للحفاظ على صحتهم وصحة أسرهم، وكذلك فالتعليم يساعد على توعية الأشخاص بالأمراض وطرق الوقاية منها والتعامل معها.
- تحسين الحياة الاجتماعية: إذ يتاح لهم الفرصة للحصول على المعرفة والثقافة اللازمة لمعاملة الأشخاص معاملةً حضارية ومحمودة، ولذلك يُسهم التعليم في تحسين الوعي الاجتماعي والتحول إلى مجتمعات أسمَحَ وأكثر توقيرًا للناس.
- زيادة فرص العمل وتحسين المعيشة: فالتعليم الجيد قد يؤهل الأشخاص للحصول على فرص عمل أفضل وبدخل أعلى، و بالطبع سيؤدي هذا إلى تحسين المعيشة في المجتمعات.
- تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان: فالتعليم يساعد على نشر الوعي بأهمية الديمقراطية وحقوق الإنسان، ومن هنا يمكنه تعزيز المشاركة السياسية والمجتمعية وتحقيق التغييرات المحمودة في المجتمعات.
- تعزيز الابتكار والتطور الاقتصادي: فالتعليم الجيد يساعد أيضا على تعزيز الابتكار وتطوير المهارات والخبرات اللازمة لتحقيق التطور الاقتصادي في المجتمعات.
- تعزيز السلم والأمن: إذ يساعد على نشر الوعي بأهمية الحوار والتعايش السلمي ويمكنه التقليل من العنف والتطرف.
10 Responses