إرشادات في طرق تدريس ذوي الإعاقة السمعية

إرشادات في طرق تدريس ذوي الإعاقة السمعية

في سعينا نحو بناء نظام تعليمي شامل، يلتزم المعلم بتلبية احتياجات كل الطلاب، بما في ذلك ذوي الإعاقة السمعية. يعد تحقيق تجربة الوصول الشامل والمتكامل للتعليم لهؤلاء الطلاب تحديًا يتطلب إرشادات فعّالة في طرق التدريس.

تأتي هذه الإرشادات إلى تقديم إطار شامل يساعد المعلمين على فهم كيفية دمج ذوي الإعاقة السمعية في بيئة التعلم. في هذه المقالة سنستعرض مجموعة من الإرشادات والأساليب التي يمكن اعتمادها لجعل بيئة التعليم ملائمة لهؤلاء الطلاب.تهدف هذه الإرشادات إلى أن تكون مرجعًا عمليًا يمكن المعلمين من خلق تجربة تعلم إيجابية ومحفّزة للطلاب ذوي الإعاقة السمعية.

قائمة المحتويات

إرشادات في بيئة قاعة التدريس

تؤثر البيئة المحيطة بالطالب –سواء أكان ذلك بداخل القاعة أم خارجها- تأثيرًا بالغًا في حُسن أداء الطالب.

سنستعرض هنا بعض الإرشادات لتخصيص بيئة دراسية ملائمة لتلبية احتياجات التعلم لذوي الإعاقة البصرية، وكيف يمكنك كمعلم أن تلعب دورًا في تحقيق بيئة تعليمية تتسم بالشمول والتكامل لجميع الطلاب .

إليك بعض من هذه الإرشادات :

  • الحرص على إدراك الطالب لموقع القاعة الدراسية، ومدخلها. مع ضرورة وجود أسماء أو أرقام أو رموز واضحة تشير إلى موقع القاعة الدراسية، دون الحاجة إلى سؤال الأشخاص.
  • الإضاءة الجيدة بداخل القاعة الدراسية أمر مهم في بعض حالات الإعاقة السمعية؛ لهذا يُنصح بسؤال الطالب هل الإضاءة مناسبة أم لا؛ حيث تساعد في التواصل بلغة الإشارة بين الطالب والمعلم أو المحاضر.
  • يجب التخلص من الضوضاء قدر المستطاع فهي تسبب تشويشًا كبيرًا في قدرة الطالب على التركيز.
  • ضرورة معرفة الطالب لموقع مخرج القاعة الدراسية، إضافةً إلى مواقع الخروج في حالات الطوارئ،  فذوو الإعاقة السمعية لا يمكنهم سماع أصوات جهاز الإنذار، ويكتفون برؤية ردات فعل غيرهم بحاسة إبصارهم.
  • تعوق المشتتات البصرية تركيز الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة السمعية؛ ولهذا ينبغي أن تخلو القاعة الدراسية منها، كالأضواء المتحركة أو العالية السطوع.
وضع ستائر محددة تمنع جزء من ضوء الشمس
وضع ستائر محددة تمنع جزء من ضوء الشمس

إرشادات أثناء تقديم المحتوى الدراسي

يؤثر أسلوب المعلم أو المحاضر في تقديم المحتوى الدراسي أو عرضه في قدرة الطلبة على استيعاب المحتوى العلمي والتفاعل مع زملائهم في القاعات الدراسية.

 نستعرض هنا مجموعة من النقاط ينبغي الانتباه عليها في أثناء تقديم المحاضرة:

  • ينبغي سؤال الطالب هل هو بحاجة إلى نوع محدد من المساعدة في مرحلة دراسته.
  • يفضل ترك مناقشة الطالب في إعاقته أمام غيره.
  • في غالب الأحيان يتطلب حضور مترجم لغة إشارة للطالب؛ لهذا لا بد من الحرص على ذلك قبل بدء دراسة المقرر.
  • يفضل أن يجلس الطالب في المقاعد الأمامية؛ وذلك لضمان انتفاء الحواجز التي تعوق الاتصال البصري بين الطالب ومترجم لغة الإشارة أو المعلم أو المحاضر.
  • تؤثر طريقة عرض المحتوى الدراسي في الطالب لذا يفضل الإكثار من استخدام الصور والرموز والمثيرات البصرية؛ لأنها تعزز من استيعاب الطالب للمادة العلمية.
  • في بعض الحالات التي لا تتطلب مترجم لغة إشارة يسع الطالب استخدام سماعات الأذن التي تمكّنه من الاستماع إلى المعلم أو المحاضر جيدًا.
  • استخدم لغة جسد واضحة عند تواصلك مع الطالب فهو قادر على إدراك جزء كبير مما تريد قوله، وحساس لطريقة تعبيرك عن مشاعرك وانفعالاتك.
  • إذا طلبت من الطالب المشاركة بالإجابة فلا يكفي أن تناديه باسمه، بل يجب أن تتحرك إليه مباشرة وتتحقق من وجود اتصال بصري بينكما ليدرك أنه الشخص المقصود.
  • يعاني بعض الطلبة مصاعبَ في النطق، ويصعب في بعض الأحيان فهمهم؛ لذا اطلب منه إعادة حديثه؛ حتى تفهم ما يريده، ويمكنك أن تطلب منه كتابة ما يقوله على ورقة إن كان فهم حديثه متعسرًا.
  • تتوافر بعض التقنيات المساعدة التي تحوِّل لغة الإشارة إلى نص مكتوب أو مسموع، فلا تتردد في سؤال الطالب أو المختصين عن هذه البرامج أو الأجهزة المساندة.
قفازات ذكية تحوِّل لغة الإشارة إلى نص مكتوب أو مسموع
قفازات ذكية تحوِّل لغة الإشارة إلى نص مكتوب أو مسموع

إرشادات عند القراءة في المحاضرة

ربما يطلب بعض المعلمين أو المحاضرين من الطلبة القراءةَ من ملازمَ ورقيةٍ في أثناء المحاضرة.

وهنا ينبغي اتباع الإرشادات التالية:

  • قبل مجيئك للمحاضرة احرص على تهيئة جميع الملازم المراد قراءتها في أثناء المحاضرة، أو أرسِلها إلى الجهة المعنية بتهيئة المادة العلمية في الكلية قبل الدراسة بمدة كافية لا تقل عن أسبوع.
  • قد يعاني ذو الإعاقة السمعية من ضعف البصر ، لذلك يفضل أن يكون الخط المستخدم بحجم لا يقل عن ٢٤ وبلون أسودَ على ورقٍ أبيضَ غيرِ ساطع.
  • يجد بعض الطلبة صعوبة في النطق؛ لذا امنحهم الفرصة لمواصلة الحديث.

إرشادات عند كتابة وتدوين الملحوظات

نظرا لأهمية تدوين الطالب للملحوظات أثناء المحاضرة، فإنه من المهم معرفة التالي:

  • غالبًا ما يكون الطالب ذو الاحتياجات الخاصة أبطأ من زملائه في تدوين الملحوظات في المحاضرة؛ لاستخدامه تقنياتٍ مساعدة؛ لذا يجب أن يراعى الطالب في ذلك.
  • يجب أن يكون للمعلم أو المحاضر معرفةٌ كافية بالطريقة التي يستخدمها الطلبة ذوو الاحتياجات الخاصة في تدوين ملحوظاتهم.
  • يسع بعض حالات الإعاقة السمعية الكتابةُ ونقل المعلومات الظاهرة على السبورة دون أي مشكلات، لكن إن كان الطالب يعتمد على مترجم لغة إشارة فينبغي تزويده بنسخة من المادة العلمية المعروضة، إذ يصعب على الطالب تدوين ما يُعرض على السبورة وما يقوله مترجم لغة الإشارة في الوقت ذاته.
  • يمكن أن يزوِّد المعلم أو المحاضر الطالب ذا الاحتياجات الخاصة السمعية ببعض المواد البصرية كالكتب أو المواد الفلمية التي بها محتوًى مماثل للمنهج لتعزيز قدرة الطالب على الاستيعاب.
  • ينبغي للمحاضر أن يسمح للطالب باستخدام أجهزةٍ أو برامجَ لتحويل الصوت إلى نص، وهي بديل لمترجم لغة الإشارة. 
طالبة من ذوي الإعاقة السمعية تستخدم برامج تحويل الصوت إلى نص
طالبة من ذوي الإعاقة السمعية تستخدم برامج تحويل الصوت إلى نص

إرشادات عند عمل حلقات نقاشية وعروض تقديمية

إذا قدَّم الطالب عرضًا عن موضوع ما أمام الطلبة الآخرين في القاعة الدراسية أو قدَّم حلقة نقاش، أو لفريق عمل، فاحرص على ما يلي:

  • أعطِ الطالب الفرصة لإدارة الحلقة النقاشية باستقلال.
  • زود الطالب بالملزمات المطلوبة بطريقة مهيأة، ويستحسن أن يكون قبل بدء المحاضرة؛ ليتسنى له مراجعتها.
  • استشر الطالب في الطريقة المناسبة له في تقديم العرض والمدة الزمنية التي يمكنه تحملها.
  • في أثناء إدارة الطالب لحلقة النقاش حاول منع حديث أكثر من شخص في الوقت ذاته حتى لا يصاب الطالب بالتشتت .
  • في بعض حالات الإعاقة السمعية لا يقدر الطالب على الكلام؛ وحينها يسع المحاضرَ الاستعانةُ بمترجم لغة إشارة لمساعدته أو أن يُكثِّف الطالبُ المحتوى البصري للمادة المعروضة بديلًا عن الكلامال
أحد طلاب الإعاقة السمعية يستعين بمتجرم لغة إشارة لعمل عرض تقديمي
أحد طلاب الإعاقة السمعية يستعين بمتجرم لغة إشارة لعمل عرض تقديمي

إرشادات في المعامل والزيارات الميدانية

إذا كان الدرس أو المحاضرة في أحد المعامل أو المختبرات، أو في أثناء عمل ميداني؛ ينصح باتباع التالي:

  • يفضل إفادة الطالب بطبيعة التجارب العملية، ومواقع العمل الميداني قبل الشروع فيها.
  • يجب الاستفسار من الطالب عن حاجته إلى نوع معين من المساعدة قبل البدء في التجارب العملية، أو النزول لموقع العمل.
  • أعطِ الطالب فكرة عامة عن الأجهزة والأدوات التي في المعمل أو المختبر، كنوعها وطريقة استخدامها؛ وذلك لتقليل قلق الطالب الناتج عن وحشته في المكان الجديد.
  • نظم المعامل بطريقة تسهل التنقل والتفاعل، وقدم إشارات بصرية لتوجيه الطلاب خلال الزيارات الميدانية.
  • إن كان موقع العمل الميداني يتطلب تواصلًا مباشرًا بالآخرين فينبغي إحاطة الطالب بذلك، وينبغي إفادة الجهة المعنية بالعمل الميداني عن وجود طالب ذي الاحتياجات الخاصة السمعية.
  • يجب التيقن من تهيئة المعدات والأدوات المستخدمة في أثناء العمل بداخل المختبر، فمثلًا لا يستطيع الطالب الكفيف أو ضعيف البصر استخدام الحاسوب دون احتوائه على برنامج قارئ الشاشة أو مكبر الشاشة.
  • يجب التيقن من قدرة الطالب على استخدام أدوات الإسعاف الأولي في حالة الطوارئ، وينبغي التيقن من قدرة الطالب على الوصول إلى أماكن غسل اليدين أو تعقيمهما بعد إجراء التجارب العملية.
طالبة من ذوي الإعاقة السمعية تستعين بزميلتها لمساعدتها في التنقل داخل المتحف
طالبة من ذوي الإعاقة السمعية تستعين بزميلتها لمساعدتها في التنقل داخل المتحف

إرشادات الواجبات والتكاليف الإضافية

إذا طُلب من الطالب أداء تكاليف أخرى بعد انتهاء الدرس أو المحاضرة، فيجب مراعاة الجوانب التالية:

  • لا يُعفى الطالب من التكاليف الدراسية ما دام قادرًا على أداءها.
  • يجب أن تكون المدة المخصصة لتسليم التكاليف كافية،قدم مهل إضافية للإنجاز للطلاب الذين قد يحتاجون إلى وقت إضافي للقراءة والتدوين.
  • يمكن أن يطلب المعلم أو المحاضر من طلبة الإعاقة السمعية إجراء تكاليف بديلة تُلائم قدراتهم، فمثلًا يجد الكثير منهم صعوبة في كتابة التقارير أو البحوث العلمية؛ ولهذا يمكن استبدالها بمشروع يوافق أهداف تقويم التكليف الأصلي وعناصره.
  • تقديم توجيهات واضحة بشكل كتابي وشفهي لتوضيح متطلبات الواجبات والتكاليف.

في نهاية المطاف، نجدد التأكيد على أهمية توفير بيئة تعليمية شاملة لجميع الطلاب. إن تكييف أساليب التدريس واستخدام الإرشادات المناسبة يسهم في تحقيق التكافؤ في فرص التعلم.على الرغم من التحديات التي قد يواجهها طلاب ذوي الإعاقة السمعية، إلا أن التفاني في تقديم الدعم وتكنولوجيا المساعدة يمكن أن يحدث تأثيرًا إيجابيًا على تجربتهم التعليمية.

من خلال تبني هذه الإرشادات في طرق تدريس ذوي الإعاقة السمعية، يمكن للمعلمين أن يصبحوا روادًا في تحقيق بيئة تعليمية تدعم الوصول الشامل، حيث يُشجع على التفاعل الإيجابي ويعزز التواصل بين جميع الطلاب. نطمح إلى أن تكون هذه الإرشادات مصدر إلهام ودعم للمعلمين في رحلتهم لتحقيق بيئة تعلم شاملة وإيجابية لطلابهم .

Picture of Amira Shokry

Amira Shokry

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شارك المقال

إقرأ أيضا