تعَدّ الأنشطة اللاصفية جزءًا هامًّا من التعليم لجميع الطلبة حتى الطلبة ذوي الإعاقة، ومع التقدم التكنولوجي تزداد أهميتها في تحسين تجربة التعلم, فعندما تُقدَّم الأنشطة اللاصفية تقديمًا مناسبًا، قد تساعد في تحسين نتائج التعلم وتعزيز قدرات الطلبة لتحقيق أهدافهم.
في هذا المقال, سنستعرض مفهوم الأنشطة اللاصفية وأهميتها في تنمية شخصيات ومهارات الطلبة وكيف يمكن تحقيقها بفعالية.
قائمة المحتويات
الأنشطة اللاصفية
الأنشطة اللاصفية (Extracurricular Activities) هي أنشطة تعليمية لا ترتبط بالمنهج التعليمي ولكنها مكملة له. يمارسها الطلبة خارج الصف تحت إشراف إدارة المدرسة والمعلمين, وتتضمن خبرات لا تقدم داخل الصف المدرسي, ويشارك فيها الطلبة على حسب ميولهم واهتماماتهم.
تساعد الأنشطة اللاصفية الطلبة على التعلم تعلمًا شائقًا وممتعًا. كما تنمي لديهم مهارات ومفاهيم مختلفة تساعدهم على التكيف مع المجتمع وتطوير مهاراتهم الحركية والاجتماعية .
وأهمية الأنشطة اللاصفية فيما أوضحته الدراسات من العقبات التي تواجه معظم فئات ذوي الاحتياجات الخاصة في القدرة على الاندماج مع غيرهم من الطلبة في البيئة التعليمية، وإن ضربنا مثالًا على ذلك، ما ذكرته دراسة من الحاجات التعليمية لذوي الاحتياجات الخاصة الفكرية، وتوضيح الدور التربوي لدمج ذوي الاحتياجات الخاصة بالأنشطة اللاصفية في مرحلة التعليم الأساسي في جمهورية مصر، وقد أكدت ندرة البرامج المقدمة للمعلمين في مجال الأنشطة اللاصفية لهذه الفئة من الطلبة، ويواجه الطلبة ذوو الإعاقات الفكرية أيضًا مصاعب كبيرة في اختيار الأنشطة المناسبة لهم، إلى جانب رفض بعض الآباء مشاركة أطفالهم في الأنشطة اللاصفية الموجودة في المدرسة؛ ولهذا أوصت الدراسة بضرورة مراعاة المعايير والمواصفات المحلية والدولية في المباني والفصول الدراسية في مرحلة التعليم الأساسي؛ وذلك لتلبية حاجات ذوي الإعاقة الفكرية وغيرهم من الطلبة (النجومي، أبوزيد، شاهين، محمود، و جمعة، 2023).
أهمية الأنشطة اللاصفية
تعتبر عنصر مهم وفعال في استراتيجيات التعلم النشط, و تهدف بشكل أساسي إلى تلبية احتياجات الطلبة التي لا يتم إشباعها داخل الحصص الدراسية.
الأنشطة اللاصفية تلعب دورا في عملية دمج الطلبة ذوي الإعاقة؛ حيث تسهم في :
- تعزيز مهارات الطلبة ذوي الإعاقة وتنمية قدراتهم.
- تحفيز الطلبة على الاندماج بأقرانهم من الطلبة السليمين والاختلاط بالمجتمع داخل المؤسسة التعليمية وخارجها.
- ربط الدراسة بالحياة اليومية والخبرات الاجتماعية.
- تعزيز المعارف العلمية المرتبطة بالتخصص الدراسي للطالب.
- تعزيز العمل التعاوني والروح الرياضية.
- علاج المشاكل النفسية التي قد يعاني منها الطلاب مثل : الخجل والتردد والانطواء.
- كسر روتين الحصة الدراسية التقليدية.
- تنمية شعور وموقف إيجابيين لدى التلاميذ تجاه أنفسهم وتجاه الآخرين.
- كشف نقاط قوة وضعف الطلاب.
- تنمية القدرة على التعلم الذاتي وتحمل المسؤولية.
- تنمية المهارات الدراسية، مثل: التعامل مع الموضوعات المختلفة، وفهم كيفية العودة للمراجع والمصادر.
- اكتساب الميول المهنية من خلال التفاعل مع البيئة.
- العمل على جعل المدرسة محببة للتلاميذ وجعلها أكثر جاذبية.
- المساهمة في إعداد التلاميذ للحياة الاجتماعية من خلال بعض الزيارات والرحلات الميدانية.
نصائح عند مشاركة الطلبة ذوي الإعاقة في الأنشطة اللاصفية
نقدم هنا للمشرف على النشاط اللاصفي بعض النصائح عند مشاركة طالب من ذوي الاحتياجات الخاصة في هذا النوع من الأنشطة:
- إن طلبة ذوي الاحتياجات الخاصة لهم من القدرات والإمكانات ما يُعينهم على تقديم أنفسهم جيدًا دون الحاجة إلى وسيط؛ ولهذا امنحهم الفرصة في التعبير عن نفسه وعن قدراته باستقلالية.
- لا تتردد في منح ثقتك لطالب من ذوي الإعاقة، واجعل له نصيبًا في إدارة المسؤوليات وقيادة فرق العمل؛ ما دام قادرًا على هذه المهمة.
- قد يكون الطالب بحاجة إلى فهم طبيعة إنجاز بعض المهام أو الإجراءات الإدارية؛ فلا تتذمر من طبيعة أسئلته أو كثرتها.
- شجع جميع الطلبة غير ذوي الاحتياجات الخاصة على التفاعل مع زملائهم من ذوي الاحتياجات الخاصة دون الشعور بالقلق أو الخوف.
- استمع جيدًا إلى الملحوظات أو الإشكالات التي قد تواجه الطالب في أثناء ممارسته للنشاط، وحاول إيجاد الحلول لها، أو استعن بالجهة المعنية بشؤون ذوي الاحتياجات الخاصة في الجامعة.
- معظم الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة لا يواجهون مشكلات في المشاركة بتقديم المشروعات في المعارض أو الأمسيات، فلا تجعل إعاقتهم حائلًا بينهم وبين فرص المشاركة.
أمثلة على الأنشطة اللاصفية
يوجد العديد من أشكال مشاركة الطلبة في الأنشطة اللاصفية , ومنها:
- الإذاعة المدرسية
- الشعر والأدب
- نادي العلوم
- الألعاب الرياضية ( كالسباحة, كرة القدم, تنس الطاولة, الجمباز, وغيرها)
- نادي القراءة
- نادي اللغات الإضافية
- نادي قراءة القرآن الكريم
- نادي الطهي
- نادي الفنون والحرف
- نادي الآلات الموسيقية
كيف نحقق الهدف من الأنشطة اللاصفية بفعالية
-الورش والأنشطة الإبداعية: يمكن تقديم الورش والأنشطة الإبداعية طريقةً لتعزيز المهارات اللاصفية والتواصل والتعاون بين الطلبة، ويمكن تصميم ورش العمل بطريقة تُناسب حاجات الطلبة ذوي الإعاقة بتوفير الأدوات والموارد الملائمة لكل نوع من الإعاقات.
-التوجيه الفردي والجماعي: يمكن تقديم التوجيه الفردي والجماعي للطلاب لمساعدتهم على تحديد أهدافهم وتطوير خطط العمل لتحقيقها، ويمكن استخدام مجموعة متنوعة من الأدوات والتقنيات لتقديم التوجيه، ومن ذلك الاستشارات الفردية، والمناقشات الجماعية، والتوجيه بالإنترنت.
-التدريب على مهارات الحياة: يمكن تقديم التدريب على مهارات الحياة للطلاب لمساعدتهم على تطوير المهارات التي يحتاجون إليها للتفاعل بفعالية مع العالم من حولهم. ويمكن تضمين هذه المهارات في الأنشطة اللاصفية، مثل الألعاب التعاونية.
-توفير فرص تفاعلية: إن كان الهدف من النشاط اللاصفي هو التعلم المشترك والتواصل النافع بين الطلبة، فيجب توفير فرص تفاعلية للطلاب الذين بهم إعاقات. على سبيل المثال، يمكن استخدام الأنشطة التي تشمل الحركة لتشجيع التفاعل بين الطلبة، مثل الألعاب الرياضية أو الأنشطة الفنية التي تشجع على التواصل والتعاون، وإن كان النشاط يتضمن الحديث أو الكتابة، فينبغي توفير أدوات الدعم اللازمة للطلاب ذوي الإعاقات، مثل أدوات الكتابة البديلة أو الأجهزة المساعدة للتحدث.
-توفير التوجيه اللازم للطلاب: لتمكينهم من المشاركة بفاعلية في الأنشطة اللاصفية، ويسع المعلم أو المشرف على النشاط تقديم توجيهات واضحة عن كيفية المشاركة والتواصل في النشاط، ومن ذلك توضيح الأدوات والتقنيات التي يمكن استخدامها لتحسين التواصل.
-استخدام الإرشادات المرئية والسمعية: للمساعدة على توجيه الطلبة ذوي الإعاقات في النشاط. ويمكن استخدام الرسوم التوضيحية أو الصوتيات لتوضيح الخطوات اللازمة للمشاركة في النشاط، وكذلك لتوفير التوجيه اللازم للطلاب الذين يعانون إعاقاتٍ في فهم الإرشادات الكتابية.
-توفير الأنشطة اللاصفية التي تتيح للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة الفرصة للمشاركة الكاملة في التعليم، ومن الأمثلة على ذلك تنظيم فعاليات ثقافية أو اجتماعية تشجع التفاعل الاجتماعي بين الطلبة، وتعزز الاندماج الاجتماعي والتواصل بين جميع الطلبة بغض النظر عن قدراتهم وإعاقاتهم، ويمكن تنظيم رحلات ميدانية وفعاليات رياضية تناسب قدرات الطلبة ذوي الإعاقة، وتوفير الأدوات والتجهيزات اللازمة لمساعدتهم على المشاركة مشاركةً أنفع.
في الختام, يتضح لنا أن الأنشطة اللاصفية تلعب دورًا مهمًا في عملية التعلم للطلاب ومنهم ذوي الإعاقة. تعد هذه الأنشطة فرصةً لتطوير المهارات الاجتماعية والعقلية والحركية للطلبة ذوي الإعاقة, كما تسهم في بناء الثقة بالنفس وتحفيزهم على استكشاف إمكانياتهم وتحقيق أهدافهم.
لذلك علينا التأكيد على أهمية إدراج الأنشطة اللاصفية في البرامج التعليمية ومراعاة احتياجات الطلاب ذوي الإعاقة باتباع النصائح والإرشادات المذكورة وتوفير بيئة تعليم شاملة ومحفزة. بذلك يمكننا المساهمة في تحقيق تجربة تعلم شيقّة وفعالة للطلبة ذوي الإعاقة والمساهمة في بناء مجتمع تعليمي يحقق مبدأ الوصول الشامل.