التقنيات المساعدة في التعليم لذوي الإعاقة

التقنيات المساعدة في التعليم لذوي الإعاقة صورة يظهر بها شخص و بعض من التقنيات المساعدة كلوحة برايل الالكترونية و الكرسي المتحرك وجهاز تكبير الشاشة والنص والجهاز اللوحي

لقد أحدث التقدم الهائل في مجال التكنولوجيا تحولاً كبيرًا في المنظومة التعليمية لتوفير الدعم اللازم لذوي الإعاقة, حيث وفّر الأدوات والتقنيات المساعدة التي قدمت الحلول للتحديات التي تواجههم أثناء رحلتهم التعليمية.

تمثل التقنيات المساعدة لذوي الإعاقة وسيلة حيوية من أجل تحقيق المساواة وتمكينهم في مختلف مجالات الحياة وبما في ذلك التعليم.

في هذا المقال سنقوم باستكشاف التقنيات المساعدة لذوي الإعاقة بمختلف أنواعها ودورها في الوصول إلى المعلومات والتواصل بفعالية و كيف يمكن أن تسهم في تحسين جودة التعليم وجعل المنظومة التعليمية سهلة الوصول .

التقنيات المساعدة

قائمة المحتويات

صُممت التقنيات المساعدة (Assistive Technologies (ATs لتحسين القدرات الوظيفية للذين بهم إعاقات جسدية أو حسية أو فكرية أو غيرها، وقد يكون تصميها يسيرًا كنظارات القراءة والعكازات والمعينات السمعية، أو تقنيات أعقد مرتبطة بأنظمة التقنية الحديثة والإنترنت، كالبرامج الحاسوبية التي تحوِّل النص إلى صوت والعكس، وتتنوع هذه التقنيات في أغراضها من الوسائل المساعدة على التنقل والحركة إلى تقنيات الطبخ والتواصل الاجتماعي، والجدير بالذكر أن التقنية المساعدة قد تُسهم إسهامًا كبيرًا في تجاوز بعض العوائق التي تحول دون الدمج، والتقنية المساعدة المستقبلية قد تقدم المزيد من المزايا الثورية غير المتوقعة (Boucher, P, 2018).

ولهذا تؤكد معظم الدراسات والأبحاث الأثر العظيم للتقنيات المساعدة في قدرة ذوي الاحتياجات الخاصة على الاندماج والتفاعل في المجتمع، وتُسهم إسهامًا كبيرًا في تقليص الحواجز البيئية والثقافية والأفكار النمطية عن ذوي الإعاقة، وقد وُجد أن استعمال التقنيات المساعدة يزيد من الاستقلال في الحياة اليومية ويعزز زيادة فرص التعلم للأطفال ذوي الإعاقة.

ففي إحدى الدراسات التي سعت إلى استكشاف تجارب الآباء فيما يتعلق باستخدام أطفالهم ذوي الإعاقة للتقنية المساعدة، أظهرت نتائج الدراسة أنه على أن المشاركين أقروا بفوائد التقنيات المساعدة لتنمية أطفالهم ومشاركتهم في المجتمع، فقد وجدوا الحواجز التي تحول دون استخدام أطفالهم للتقنية المساعدة. ومن بين العديد من الحواجز ذكر الآباء أنهم يفتقرون إلى الأموال لشراء الأجهزة المساعدة، وأوضح بعض الآباء المصاعب المتعلقة بالتكلفة العالية للتقنية المساعدة وخدمات إعادة التأهيل. وتُظهر هذه الدراسة أن الفقر والمرافق الصحية المحدودة، والبيئة غير الصديقة ووصمة العار، كانت عوائق واجهها الآباء؛ ولهذا يكمن دور الحكومة في ضرورة توسيع المرافق الصحية وإعادة التأهيل لتشجيع الوصول والمشاركة لهؤلاء الأطفال (Osam, J. A., Opoku, M. P., Dogbe, J. A., Nketsia, W., & Hammond, C., 2021).
 

تقنيات ذوي الإعاقة البصرية

تمثل التقنيات المساعدة للكثير من المكفوفين وضعاف البصر نقطة تحول مهمة نحو اندماجهم في المجتمع؛ إذ يمكن بالتقنيات المساعدة وخاصة المتعلقة بوسائل الاتصال تحقيق النفاذ إلى المعلومات والتفاعل مع المجتمع باستقلال أكثر، ولا شك فإن قدرة الأفراد على امتلاك هذا النوع من التقنيات يختلف من فرد إلى آخر، ومن بيئة أسرة إلى أخرى، فهو يعتمد اعتمادًا كبيرًا على توافر هذه التقنيات في السوق المحلية، والقدرة الشرائية التي تمكن الأسر من توفيرها لأبنائهم ذوي الاحتياجات الخاصة البصرية، وكثافة الاستخدام لهذه الوسائل.

  • جهاز Victor reader: وهو جهاز معد لتسجيل المحاضرات والحوارات، وتحويل المواد المحفوظة بصيغة ميكروسوفت وورد إلى مادة صوتية.
  • برنامج HAL وبرنامج NVDA: أشهر برامج قارئات الشاشة التي يستخدمها المكفوفون، وتعمل هذه البرامج على القراءة والنطق لكل ما يُعرض على شاشة الحاسوب من معلومات، مع تفاصيل دقيقة تجعل المستخدم الكفيف مساويًا للمستخدم العادي السليم في أدائه وجدارته.
  • آلة برايل بركنز: طابعة برايل اليدوية، يستخدمها الطلبة لكتابة الملحوظات وتلخيص المحاضرات، وتعَدّ حلًّا مثاليًّا عند غياب الأجهزة الإلكترونية، لكن لصوتها العالي في أثناء الطباعة؛ لا يسع الطالب استخدامها في القاعة الدراسية
  • برنامج إبصار: برنامج ناطق شبيه بقارئات الشاشة الأخرى، إضافةً إلى أنه متخصص في المستندات المكتوبة باللغة العربية.
  • جهاز Braille Sense U2وهو خلايا برايل إلكترونية قادرة على تحويل الملفات الإلكترونية إلى رموز برايل، وله العديد من المميزات الأخرى، كقراءة الكتب وتدوين الملحوظات وتصفح الإنترنت.
  • جهاز +Clear view: هو كاميرا عالية الجودة مزودة بشاشة LCD تعمل على تكبير الصور والنصوص الورقية بطريقة سريعة ومريحة، وبمختلف الأحجام.
  • جهاز Far view: جهاز تكبير إلكتروني بكاميرا عالية الجودة، متنقل ويُستعمل لقراءة المكتوب على السبورة في قاعة الدرس.
  • برنامج Super Nova وZoomText: تعمل هذه البرامج بخصائص البرامج السابقة نفسها، وتختلف عنها في بعض المميزات، ولا سيما في تكبير النصوص، وتغيير ألوان الشاشة، وإضافة خصائص متعددة لأدوات الشاشة المختلفة.
صورة لجهاز victor Reader
جهاز victor Reader
صورة لآلة برايل بيركنز
آلة برايل بيركنز
صورة جهاز برايل سنس
جهاز برايل سنس
جهاز خاص بضعاف البصر لتكبير النصوص
جهاز خاص بضعاف البصر لتكبير النصوص
برنامج zoomText
برنامج zoomText
لوحة تحكم برنامج zoomText
لوحة تحكم برنامج zoomText

تقنيات ذوي الإعاقة الحركية

أما ذوو الإعاقة الحركية، فإن ما يغلب على طبيعة دراستهم استعمال التقنيات المساعدة التي تشمل الأدوات الآتية:

  • الحاسوب اللوحي: وهي أجهزة اللمس اللوحية التي تعمل بأنظمة تشغيل متعددة، مثل Windows، Android، IOS وما إليها. وغالبًا ما يستخدمها الطلبة ذوو الاحتياجات الخاصة الذين يعانون مشكلاتٍ في الكتابة، كالعجز عن استخدام القلم، أو البطء الشديد في حركة اليد؛ ولهذا فإن هذا الجهاز يستخدم أساسًا في تدوين الملحوظات أو تسجيل المحاضرات وغيرها من المميزات التي يمكن الحصول عليها بتحميل التطبيقات المتوافرة.
  • جهاز تسجيل صوتي: قد يكون مجديًا في الحالات التي يتعسر فيها استخدام الأجهزة اللمس اللوحية التي غالبًا ما تكون مكلفة ماليًّا، فإن استخدام جهاز تسجيل صوتي يعد حلًّا ملائمًّا للكثير من الحالات التي يصعب عليها تدوين الملحوظات بطريقة تقليدية، أو حتى بالأجهزة اللوحية، ومعظم أجهزة التسجيل سهلة الاستخدام، وبها أزرار تشغيل بارزة، وهي ميزة قد تُفقد في الأجهزة الأخرى.
  • الطاولة الدراسية المساندة: من الأدوات المهمة التي ينبغي توفيرها لمعظم حالات الإعاقة البدنية – وخصوصًا مستخدمي الكرسي المتحرك – هي طاولة تثبت على الكرسي تمنح الطالب مساحة كافية ومريحة للكتابة أو القراءة.والجدير بالذكر أن غياب مثل هذا النوع من الطاولات قد يتسبب في مضاعفات خطرة على صحة المرء؛ لثني جسده بطريقة غير صحيحة ومدةً طويلة.
حاسوب لوحي بعمل بنظام اللمس
حاسوب لوحي بعمل بنظام اللمس
جهاز خاص بتسجيل المحاضرات وتنظيمها ووضع الإشارات والنقاط المرجعية مباشرة في التسجيل
جهاز خاص بتسجيل المحاضرات وتنظيمها ووضع الإشارات والنقاط المرجعية مباشرة في التسجيل
الطاولة الدراسية المساندة
الطاولة الدراسية المساندة

تقنيات ذوي الإعاقة السمعية

مع التقدم التقني أصبح بإمكان ذوي الإعاقة السمعية التواصل مع البيئة المحيطة بهم تواصلًا أفضل.

ونلخص هنا أبرز التقنيات الحديثة المتاحة في هذا الجانب:

  • أجهزة تعديل السمع: في حالات الذين يعانون ضعفًا في السمع، تتوافر عدة أنواع من المعينات السمعية لتحسين نقل الصوت إلى الإنسان؛ إذ صُمم بعضها للمرافق الكبيرة مثل الفصول الدراسية والمسارح ودور العبادة والمطارات، أما الأنواع الأخرى فمخصصة للاستخدام الشخصي في الاستخدامات الهينة والمحادثات بين شخصين، بوضع سماعات خارجية صغيرة خارج الأذن، أو بغرسة قوقعة صناعية، وتعتمد هذه المعينات على استخدام أنظمة تعديل التردد(FM)  وأنظمة الأشعة تحت الحمراء.
  • أجهزة الاتصال المباشر وجها لوجه: يواجه معظم ذوي الإعاقة السمعية صعوبة في إيصال أفكارهم وما يريدون قوله لغيرهم ممن لا يفهمون لغة الإشارة؛ لهذا توجد مجموعة من التقنيات تعمل بشاشة اللمس تعتمد على صور أو رموز لعناصر وأنشطة نموذجية تكوِّن الحياة اليومية لأي شخص، فعلى سبيل المثال قد يلمس الشخص صورة كأس ليطلب مشروبًا، فيمكن استخدام لوحات المفاتيح والشاشات التي تعمل باللمس وأحيانًا الكلام المحدود للشخص لتوصيل الكلمات المرادة. تستخدم بعض الأجهزة شاشة عرض نصية، عادة ما تكون لوحة الشاشة متجهة للخارج حتى يستطيع اثنان تبادل المعلومات في أثناء مواجهة أحدهما للآخر، وتستطيع برامج التهجئة وتوقع الكلمات أن تجعل إدخال المعلومات أسرع وأسهل. 
  • أجهزة الاتصال غير المباشر: من المثير أن تطور استخدام أنظمة وتطبيقات الهواتف الذكية سمح لذوي الإعاقة السمعية تبادل أفكارهم مع غيرهم بكل سهولة، وذلك بالكتابة بتطبيقات التواصل المباشر أو بمكالمات الفيديو التي تسمح بنقل لغة الإشارة بين الطرفين؛ ولهذا أصبح بإمكان الفرد معرفة جميع الأخبار ومشاركة قصصه مع الأفراد دون الحاجة إلى وجود طرف ثالث، وهذا عزز من خصوصية المرء واستقلاليته.
  • أجهزة التنبيه: تعتمد أجهزة التنبيه على الصوت أو الضوء أو الاهتزازات أو مزيج من هذه التقنيات لإعلام ذي الاحتياجات الخاصة السمعية بوقوع حدث معين، فتسمح الساعات وأنظمة تنبيه الاستيقاظ للشخص باختيار الاستيقاظ على الأضواء الساطعة أو الأصوات العالية أو الاهتزازات الخفيفة.
سماعة أذن خارجية لضعاف السمع
سماعة أذن خارجية لضعاف السمع
تقنية تعمل باللمس للتواصل المباشر
تقنية تعمل باللمس للتواصل المباشر
التواصل بلغة الإشارة عبر مكالمة الفيديو
التواصل بلغة الإشارة عبر مكالمة الفيديو
منبه يعمل عن طريق الاهتزاز لضعاف السمع
منبه يعمل عن طريق الاهتزاز لضعاف السمع

تقنيات فرط الحركة وتشتت الانتباه

العقبة التي تواجه المعلمين في الصفوف الدراسية مع الطلبة الذين يعانون تشتت الانتباه وفرط الحركة يمكن حلها بفضل التقنيات التعليمية المبتكرة المتاحة حاليًّا، فقد تمكنت التقنية من تطوير مجموعة من الأدوات والتقنيات المفيدة لمساعدة هؤلاء الطلبة على التعلم تعلمًا أفضل.

وتشتمل تقنيات التعليم المستخدمة مع طلاب فرط الحركة وتشتت الانتباه على الألعاب التعليمية التي تجعل تعلّم المواد الدراسية أمتع وأكثر تفاعلية، وتساعد على تحفيز الطلبة وزيادة تركيزهم، ويُستخدم الصوت والفيديو لتوفير تجارب تعليمية مرئية وسمعية ممتعة ومثيرة للاهتمام.

تعَدّ  التقنيات الذكية مثل تطبيقات التعلم الذاتي والذكاء الصناعي والتعلم العميق أيضًا أدوات مفيدة للطلاب الذين يعانون تشتت الانتباه وفرط الحركة، ويمكن استخدام هذه التقنيات لقياس فهم الطلبة ومعرفة المهارات التي يحتاجون إلى تحسينها.

تُستعمل العديد من التقنيات والأدوات في التعليم مع فرط الحركة وتشتت الانتباه، ومن بينها:

  • الألعاب التعليمية: يمكن استخدام الألعاب التعليمية لجعل التعلم أمتع وأكثر إثارة، وهذا قد يحفز الطلبة ويجعلهم يشاركون مشاركةً أفضل في عملية التعلم. وتشمل هذه التقنية استخدام الألعاب الإلكترونية أو التطبيقات المخصصة للتعليم.

        مثال: لعبة تعليم الرياضيات .

لعبة تعليم الرياضيات للأطفال تظهر في الخلفية شكل غابة ويوجد مربع به عملية حسابية 8 * 3 = ؟ ويوجد 4 مربعات أحدهم بها الإجابة الصحيحة 22 25 27 24
  • التعلم المنظم: يتمثل هذا النوع من التعليم في تنظيم المواد التعليمية وتقديمها بتنظيم وترتيب، ويتيح ذلك للطلاب فرصة تحسين التركيز.

        مثال: ترتيب المحتوى التعليمي بطريقة تسهل الفهم.

مكونتات محتوى المنهج الحقائق المفاهيم التعميمات المبادئ والنظريات قوانين
  • السمعيات والمرئياتيمكن استخدام الأشرطة الصوتية والمرئية في التعليم، وهذا يساعد الطلبة على تحسين الاستماع والمشاهدة، ويمكن تقديم المواد التعليمية بهيئة مرئية وملونة لجذب انتباه الطلبة. تشمل هذه التقنية استخدام الأشرطة الصوتية والمرئية في التعليم. 

        مثال: استخدام الشرائح التعليمية المرئية والملونة.

صورة لمعلم في فصل دراسي يقوم بعمل عرض مرئي أثناء الشرح العرض المئي يظهر الكواكب والمجموعة الشمسية
  • تقنيات الاسترخاء: يمكن استخدام تقنيات الاسترخاء والتأمل للطلاب لمساعدتهم على الاسترخاء وتهدئة أعصابهم، فيتحسّن التركيز والانتباه. تشمل هذه التقنية استخدام التمارين الهادئة والمريحة للمساعدة على الاسترخاء.

        مثال: تقنيات التأمل والتنفس العميق.

جموعة من الأطفال يجلسون على الأرض ويقومون بعمل تقنيات تأمل واسترخاء في الفصل
  • التعلم الحسن: يتمثل هذا النوع من التعلم في تشجيع الطلبة وتحفيزهم على النجاح والتميز، وقد يساعد هذا على تحسين مستواهم الأكاديمي وتحسين انتباههم. يتمثل هذا النوع من التعلم في تشجيع الطلبة وتحفيزهم على النجاح والتميز.

         مثال: تشجيع الطلبة وانبساط المعاملة معهم.

مجموعة من الأطفال تقوم يصفقون بأيديهم مع المعلمة التي تقوم بتشجيعهم

في الختام, يظهر لنا بوضوح أهمية التقنيات المساعدة في تحسين تجربة التعلم لدى ذوي الإعاقة. تساهم هذه التقنيات في توفير بيئة تعليمية تحقق مبدأ الوصول الشامل للجميع. بفضل التطور المستمر في التكنولوجيا أصبح هناك حلولًا للتحديات التي يواجهها الطلبة ذوي الإعاقة, وأصبحت الفرصة للتعلم عادلة لجميع الأفراد بغض النظر عن قدراتهم الجسدية والحسية والعقلية. بالاستثمار المستمر في التقنيات المساعدة يمكننا تحقيق مستقبل أكثر شمولًا وبناء مجتمع يستند إلى المساواة والعدالة التعليمية.

Picture of Amira Shokry

Amira Shokry

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شارك المقال

إقرأ أيضا